Thursday, November 15, 2012

اذهبوا عني يا فاعلي الإثم - الجزء الثاني: الغيبيات




"ليس كل من يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات.
كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب! أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟

الغيبيات: شفت النور اللي في السما؟

لا ماشفتش النور عشان انا مش باصدق أي حاجة اسمعها.. ومايهمنيش أخد من الزيت لأن مش شرط يكون معجزة من الأساس ولأني لما أبقى شبعانة بالمسيح مش هاحتاج ولا نور ولا زيت ولا حمامة بيضاء ولا خيارة فيها بذر على شكل صليب !

في الوراق (اللي مش متأكدة من ظهور الست العدرا فيها فعلا بعد ألاعيب ممكنة من أكتر من طرف)، أنا رحت شخصيا وشفت غراب على القبة (غراب وصورته عشان كنت متأكده من اللي هايحصل) الساعة 5 الصبح ومانمتش نهائيا طول الوقت.. نزلت الصبح القداس، لقيت الناس بتحكي عن ظهور حمام على القبة الساعة 5.. سبحان الله... لا تعليق!

طبعا في ناس كتير سمعت عن الخميرة المعجزية اللي قالك تخبز منها ايه وتودي منها لكام بيت وبعدين يحصل لك معجزة، او انك تبعت رسالة أو تصور ورقة 10 مرات ولو ماعملتش كده هايجيلك مصيبة (الله غير  مُجَرَّبٍ بالشرور – يعقوب 13:1 ). طبعاً كل ده خزعبلات ولو انت ماكنتش تعرف أديك عرفت عشان الكلام ده ضد الكتاب المقدس والإيمان الحقيقي.

الغيبيات هي انك تبدأ تبعد عن الإيمان الأساسي وتبدأ تصدق وتجري ورا الخزعبلات وتنسى ان الإيمان هو الأساس لأن "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا إلى هناك فينتقل" (مت 20:17) وطبعا ممكن نعد نحكي هنا عن معجزات كتير زي نقل جبل المقطم، وعن القصة الشهيرة عن الأنبا بيشوي لما الرهبان أسرعوا يشوفوا السيد المسيح وماحدش شافه غير الأنبا بيشوي لأنه شاله...


في فرق بين انك تكون عقلاني وتحكم عقلك في كل اللي تشوفه وماتصدقش أي كلام من أي حد، وبين انك تكون مؤمن بالمعجزات وبقدسية القديسين وغيره. مثلا أنا مؤمنة بظهور الست العذراء في الزيتون، ومؤمنه بإن المياه اللي عندي  من دير الأنبا أنطونيوس وبير القديس أبسخيرون القليني وشايلاها من سنين ماعفنتش ولا اتغير ريحتها، لأنها مقدسة. لكن أنا شخصيا مش ممكن أبدا أزق أي حد أو افقد سلامي عشان أحصل على المياه دي، لأن الحصول على البركة شيء يضيف لمحبتك لله وعلاقتك به ولا يؤسسها. اللي بيأسس محبتك لربنا ويباركك فعلا هي انك تكون عايش مع ربنا! كلام بسيط ولكن صعب التنفيذ في الحقيقة.
يعني في آيات كتير جدا جدا بتثبت لك انك لما تؤمن بربنا ويكون عندك رجاء وتصلي وتسلم له حياتك، هاتطلب وتنول.. طب أنا بعد كل ده أروح أجري ورا الزيت اللي بينزل ماعرفش فين؟؟

المشكلة بقى دلوقتي كمان ان بقى في تجارة بالغيبيات.. تخيل لما يبقى البابا شنودة متنيح من أقل من سنة ونزل كتب بأجزاء وسلاسل عن معجزاته، سي ديهات وصور وميداليات وكوبايات وحاجة تكسف! انتوا بتضحكوا على نفسكم ولا بتضحكوا الناس عليكم؟ هو البابا شنودة محتاج ده عشان نثبت قدسيته؟

بلاش.. هو كل القديسين بتعمل معجزات؟ طب هو اللي بيعمل معجزات كلهم قديسين؟ طب هو أصلا إيه اكبر معجزة بتحصل في حياتنا يوميا واحنا بنبقى ساندين راسنا ع الدكة في الكنيسة؟ طبعا هي تحول الخبز والخمر لجسد ودم السيد المسيح في القداس الإلهي.. أيوة وبتسجد ساعة حلول الروح القدس وتنام وتصحى ع القسمة، ومفيش مانع انك تنام في المجمع اللي بيتذكر فيه نفس أسامي القديسين اللي انت بتروح تضرب غيرك عشان تاخد بركتهم في الأديرة..

البابا شنودة شخصيا مرة قال ان أي حد عايز يلم فلوس يقول الصورة دي بتنزل زيت... طب تصدقني لو قلتلك إن الناس اللي فعلا بتعمل معجزات مش بيُظهروا نفسهم، و اللي عنده صورة بتنزل زيت مش هايتاجر بيها سواء للحصول على فلوس أو لمجد من الناس؟

ومن ناحية تانية، هل انت علاقتك بربنا هي علاقة هات وخد؟ يعني انت عايز معجزة أو حل لمشكلتك؟ طب ليه ماتكونش اصلا علاقتك بربنا انك تتكلم معاه؟ "تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك" (مزمور 4:37) ساعتها فعلا انت مش هاتحتاج أي غيبيات عشان ربنا هايكون عايش جواك ببساطة ومن غير تعقيدات!

ازاي طيب أعرف المعجزة من الخزعبلات؟ ببساطة كل اللي بيحصل خزعبلات إلي أن يثبت العكس!

طب احنا هانعيش من غير ما العدرا تظهر يعني؟ طب وانت عايز العدرا تظهر ليه؟ مش المسيح عندك ع المذبح وجواك؟؟ طب لو العدرا ظهرت ده هايدخلك السماء يعني؟ وانت ايه هدفك اصلا: انك تشوف العدرا ولا تدخل السماء؟ هدفي: ادخل السماء.. هل هاتدخل السماء بأعمالك وإيمانك ولا بالخزعبلات المريضة دي؟
الإجابة واضحة.. ! إذا، اعمل دايما الحاجات اللي تدخلك السماء..


No comments: