Showing posts with label Feminist. Show all posts
Showing posts with label Feminist. Show all posts

Monday, April 24, 2023

غرف الأطفال الزجاجية بالكنائس، وما عليها!ـ

"من أفواه الأطفال والرضع أسست حمدا بسبب أضدادك، لتسكيت عدو ومنتقم" - مزمور 8: 2


الكراي رووم، أو غرفة البكاء، هكذا يسمونها..


لم أجد ما "لها"، فقط ما "عليها"، فأنا أكرهها منذ أن كنت طفلة لم تجلس بهذه الغرف قط، لكن كنت أراها في العديد من الكنائس وأضحك أنا وأسرتي على هذه الفكرة التي تحقر من الأطفال.

أنشأت كنيستي في الاسكندرية في الصغر قداسا للأطفال، كنت أحضره ولكن لم أُمنع قط من خدمات الـ"كبار"، حتى صرت كبيرة وتم منعي وأنا كبيرة خارج مصر!

source: https://shorturl.at/gioJY


 تتعرض الأسر في العديد من الكنائس المسيحية لهذا العزل الذي يطالب الأسر (يأمرهم فقط في حالة الكنائس المصرية)، والأمهات بالأخص، أن يجلسوا في حجرات "المنفى" الزجاجية:

"Dear all

For parents who have children under the age of 3 (or older,) who won't be able to tolerate long church services over the coming 3 days, the Church is kindly asking you to be seated in the glass room on the top floor in the Cathedral. An usher will be standing by the elevator with a fob so parents with push chairs and heavy bags can use the elevator to go to the top floor. 

The screen and mic in the glass room are working perfectly so parents can still follow all church services."

_________

تحديث بتاريخ فبراير 2024 لشرح الأحداث التي تلت هذه الرسالة. في عيد القيامة عام 2023، كانت هناك تعليمات في القداس معطاه من أحد الكهنة بكنيسة برمنجهام التابعة لايبارشية وسط انجلترا، لمنع دخول السيدات ذوي الأطفال الصغار الكنيسة وخروجهم فور وصولهم للجلوس في ال"كراي روم". لقد تحديت من أرادوا اخراجي من الكنيسة في ذلك اليوم وطلبت "حد كبير" أتكلم معاه، فخرج الكاهن لنشتبك بالصوت العالي خارج الكنيسة وقال لي "يعني أنا أعمل لكم ايه". 

دخل بعدها الكاهن لصحن الكنيسة ووقف على المنجلية وأمسك بالميكروفون وأشار لبعض السيدات اللواتي كان معهن أطفال بالخروج ليتساوى الجميع في "الطرد". ثم بعد قليل، صعد للغرفة الزجاجية واعتذر لي على انفراد اعتذرا غير مقبولا من طرفي لأنني وصية على طفل أهم مني ومنه أمام الله، ولم يقل هذا الكاهن أو يسمح لأي من السيدات والأطفال بالدخول مرة ثانية لقداس العيد في الكنيسة، فهو لم يتراجع عن قراره. 

أضفت هذه التفاصيل لأن هذا الكاهن حتى يومنا هذا وبعد الكثير من المشاكل مع الأطفال والأمهات، مازال يتحدى وجود الأطفال بالكنيسة ويقوم بعمل وقفات صامتة لثوان في صلاة القداس حال سماعه صوت أي طفل. نجلس في الكنيسة كأننا في امتحان، فهو شخص لا يحب السيدات والأطفال بشكل واضح. ينظر شزرا وينتهر كأول رد فعل حتى وهو يقدم التناول، ثم يذهب لالتقاط الصور مع أطفال مدارس الأحد ليبرز عن نفسه صورة محب الأطفال. وأنا كرد مني على هذه المعاملة المستمرة، وكرد على سؤاله "وأنا أعمل لكم ايه"، كتبت له وعنه ولكل كارهي النساء والأطفال هذا المقال.
_________

 أكتب هنا أموراً خاصة بالمكان الذي تم طردي منه، لا أريد مناقشة تفاصيل أحداثه، لكن أريد مناقشة ما ورائه، وكيف يتم الاستفاده من هذا الموقف في صالح الأسر في شتى الكنائس.

بما أن الكنيسة أرسلت رسالة تطلب من جميع الأمهات ذوي الأطفال عدم التواجد في صحن الكنيسة الرئيسي والخروج للمدرج، فقام العديد من القائمين على الخدمة بالصياح في السيدات يوم قداس عيد القيامة لتخرج سيدات معهن أطفال رضع للمدرج غصبا وفور وصولهن للكنيسة حتى بدون أن يفتح الطفل فمه.

أناقش الموضوع من عدة نواحي، أملاً في وجود حل لائق، لأن وجود الغرف العازلة يتسبب في اشكاليات عدة. يمكنكم دائما تطبيق هذه الأفكار على الكنيسة الخاصة بكم حسب الدولة ووضع "الغرفة" تلك...

1- الجانب القانوني: في قانون المساواة رقم 2010 للمملكة المتحدة، يمنع التمييز ضد الأشخاص بسبب سنهم، أي أن ليس من حق المؤسسات العامة (كالطائرات، المولات، الخ) منع تواجد الأطفال في الأماكن العامة إلا في حالة تقديم خدمات (كالخدمات الكحولية) التي تتطلب منع تواجد الأطفال لحماية الطفل نفسه.
ابحث في قوانين دولة كنيستك عن القوانين التي تحمي الطفل وتواجده، وقوانين التمييز. 


2- الجانب الاجتماعي واللياقة: يبدو أن أمر الكنيسة بعدم تواجد الأطفال في صحن الكنيسة أعطى اشارة غير رسمية للشعب بممارسة السلطة على بعضهم البعض، ففي قداس الأحد التالي لعيد القيامة قام أحد الحاضرين بالقداس بطرد أحد الأباء وابنته ذات العام الواحد، والذين لم يمض على تواجدهم بالمدينة أكثر من بضعة أسابيع، وانتهار العديد من الأطفال الحاضرين وكانوا يجلسون في أواخر الصفوف. كذلك يقوم العديد من الشمامسة بممارسة تلك السلطة بالنظر والفعل لانتهار أي أم يبكي رضيعها للحظات لكي يخرجوا خارجا.

هذا إلي جانب أن الحجرة التي يتطلب من الأمهات الجلوس فيها هي حجرة غير مجهزة بكراسي، سماعات أو شاشات تعمل (بعكس الكلام الذي تم ارساله)، تهوية، سجاد، أو أي تجهيزات للأطفال. بل تحولت الحجرة إلي مكان يذهب إليه الأطفال الكبار للعب والجري بعيدا عن أهاليهم الجالسين بصحن الكنيسة، بالتالي فهو ليس مكان للصلاة لأي أم معها طفل رضيع أو أسرة تريد متابعة الصلاة. يجب أن نفرق تماما بين الأماكن المخصصة للصلاة، والحجرات التي يذهب إليها الأطفال الكبار للعب مثل "الحوش". فما ذنب أم معها طفل رضيع أن تخرج إلي هذا المكان جبرا ومنعها من الصلاة؟ هل هي معاقبة الأمهات والعائلات؟ ليس هكذا تتعامل باقي الكنائس "الأجنبية" مع الأطفال، بل يرحبون جدا بتواجد الأطفال وبجريهم، لعبهم وحتى أصواتهم، ويطلبون من المتضررين من ذلك الذهاب لتلك الحجرة! 
أن تتواجد الأسرة بحجرة ما أو خارج الكنيسة ليراعوا ظروف طفلهم هو أمر يجب أن يخضع لكل أسرة وتقديرها، وليس بالاجبار. أن تكون الحجرة موجودة لمساندة العائلات هذا حل، لكن لا يجب أن يصبح الحل سلاحا ضد الأسر وتواجدها في الكنيسة. الكنيسة الكاثوليكية تم انتقادها مرارا وتكرارا بسبب هذا الغرف لمجرد انها "اختيارية"، فما بالك بالاجبار؟
ثم دعني أسألك عزيزي، من يتحدث بالكنيسة ويتسبب بالضوضاء؟ أليس هم الكبار أيضا؟ الشمامسة في جميع المناسبات دائمي الكلام، والسيدات، والشباب، اذا الأطفال ليسوا هم من يضرونك.


3- الجانب الخاص بالصحة والسلامة العامة: المصعد الخاص بالمدرج حاليا (في المكان الذي أتحدث عنه) يخل تشغيله بالمعايير العامة للأمن والسلامة وذلك بناء على كلام القائمين على "خروج الأطفال والسيدات" يوم عيد القيامة، مما يجعله غير آمنا لاستخدامه للأطفال والرضع بالأخص! التهوية السيئة تجعل المكان لا يطاق، وقد يتسبب في سخونة شديدة تضر الأطفال خاصة وقت الزحام. انها حجرة "صوبة زجاجية" كما نعلمها!
اسأل القائمين على كنيستك: هل تلتزم الكنيسة، في المكان الخاص بك، بمعايير الأمن والسلامة لحماية الأطفال؟
 

4- الجانب الديني: وهو الأهم، والأشمل، أين المحبة واللياقة في التعامل مع الأمور؟ إلي من ندع الأولاد "يأتون .. ولا تمنعوهم"؟ وصية المسيح واضحة، بدون استثناءات، بدون ظروف، ولا تحفظات. ماذا تعكس تصرفات مثل تلك عنا كشعب كنسي مسيحي؟ أننا مع التمييز ضد النساء والأطفال؟ أننا لا نريد الأطفال؟ أننا نكره أطفالنا؟ أننا نكره الأسر التي تتحمل أعباء كبيرة لمجرد القدوم للكنيسة من مسافات بعيدة، حتى وبمجرد وصولهم نطلب منهم التواجد في مكان معين دون الآخر لكي يصلي "الآخرون" بسلام؟ وماذا يقولون وهم يصلون، أنهم مثل المرائين والفريسيين الذين يحبون العبادة المظهرية ويحملون الناس أحمالا عسرة؟ 
ما هي الرسالة المسيحية التي نوجهها ككنيسة للعائلات باقتصار التواجد في صحن الكنيسة للرجال والسيدات دون الأطفال؟ ثم متى يتعلم الطفل الصلاة والتسبيح إذا كان مطرودا دائما مع أهله خارج صحن الكنيسة في مكان غير آدمي؟ هل جربنا أن نجعل القداسات والتسابيح مناسبة للأطفال الكبار مع توفير كتب ووسائل ايضاح  يحبونها فيمتنعون عن الضوضاء التي يشتكي منها الأقلية، كأنهم لم يكونوا هم نفسهم أطفالا يوما ما؟ هل وفرنا جو محب وميسر لأسرة جديدة معها رضيع لكي يحبون التواجد في الكنيسة لتكون بيتهم الثاني، بل والأول بالأحرى؟ هل جربنا أن نصلي معا بمحبة دون النظر وتوجيه الإدانة لآخرين لا نعلم معاناتهم ولا ظروفهم؟


نهايته: على المتضرر من وجود أطفال بصحن الكنيسة أن يخرج هو للجلوس في حجرة "المنفى" تلك، وفي حالة الحديث غير اللائق مع أي أم/أب/طفل، لا يوجد على الأسر حرج في اتخاذ إجراءات تستلزم وقف المعتدي عند حده في حدود القوانين الكنسية والمدنية المعطاة لنا. 
أن تتحدث عن اهمال الأمهات أو تطالب الأمهات بتسكيت أطفالها فأنت بهذا تترك كل المشاكل التي يتحدث عنها المقال لتتحول لشرطي يدين الأمهات بطريقة دنئية، وبطريقة "بص العصفورة" لدفن راسك في الرمال بعيدا عن مشاكل التمييز التي طالما تعرض لها الأطفال والنساء في الكنائس، ومشاكل التعليم والأصوات المنفرة وقلة الاهتمام التي تجعل الأطفال (الكبار وليسوا الرضع) يفقدون اهتمامهم بالكنيسة.
على كل حال، اذا تضايقت عزيزي من ضوضاء الأطفال، اذهب لغرفة الصوبة "للتأمل" بدلا من جعلها غرفة للأطفال. استخدموها إذا كغرفة للتركيز، الخلوة، أي شيء، إنما الأطفال مكانها الكنيسة فقط. 

من حق الأسر ذوي الأطفال التواجد كما يريدون في الوقت والمكان الذي يريدونه، هذا حق اجتماعي، قانوني ومسيحي، وليس من حقك طردهم أو تحديد تواجدهم في مكان دون آخر.

أن نشترك مع الله في عمل الخلقة هو أمر مقدس للأسر المسيحية لا يستوجب العقاب بهذه الطريقة. كلنا كنا أطفالاً يوما ما، لم نولد كبارا، ولم نُعطى سلطة إلا من الله، فلا يجب أن نمارسها لقمع بعضنا البعض.

المستقبل للأطفال، وليس للسلطة على الأطفال. 

دمتم في محبة الله التي تعطي بسخاء ولا تعير.

ولا عزاء لكارهي حرية التعبير عن الرأي.

--
ملحوظة: شكر وعرفان للعديد من الأمهات اللواتي قمن بإثراء الموضوع بتعليقاتهن التي دمجتها في المقال.
--

للمزيد من الكتابات عن كنيسة برمنجهام، انظر هذا الرابط.

Thursday, April 15, 2021

العنصرية والسلطوية في خطاب الاكليروس القبطي عن السيدات

في مقال سابق ليا علقت بالتفصيل والتفصيص على كلام للقمص بولس جورج عن جواز الصالونات، واللي أهان فيه الستات اللي بترفض جواز الصالونات بقوله انها هاتتنقل من "الفاترينة للتحنيطة".

تخيلت الموضوع هايقف لحد كده، لكن يبدو ان مع انتشار السوشيال ميديا، ظهر بعض الاكليروس باستمرار يتحفونا بآراء عنصرية وسلطوية عن الستات.

العنصرية هنا هي الsexism وده معناه انك بتعامل الستات بطريقة مختلفة أو متدنية لمجرد كونهم ستات. زي مثلا انك تبقى شايف ان الستات مابتعرفش تسوق، دي حاجة sexist ومالهاش دليل من الصحة في الواقع لمجرد ان جارتك مش بتعرف تركن العربية، بينما كل التريلات والميكروباصات اللي بتعمل حوادث سايقها رجالة.

السلطوية بقى هي انك تبقى شايف ان من حقك تفرض حاجة معينة على الستات وإن رأيك قانون أو ملزم، وتقدر تتحكم فيهم، وده بيتضمن سلوك فوقي كشخص بيصدر نفسه انه بيفهم عن اللي قدامه من غير ما يحترم خبرات اللي قدامه وفكره.

مثال رقم 1:
بنلاقي القمص بولس جورج بيدلي بدلوه عن الستات مرة تانية، وبيهرج انه لو الست سألت الراجل على العيوب اللي فيها، الراجل لازم يكذب عليها ومايقولش أي حاجة، وضحك وقهقهة لأن طبعا الستات مفترية وممكن تتهور على الرجالة.
ايه مشكلة الخطاب ده؟
في مجتمعات فيها نسبة العنف الأسري (لفظي وجسدي) عالية، والبابا تواضروس بيشتغل في مواضيع تخص العنف ضد المرأة فعلا، هل التريقة على الستات بانها مفترية على الرجالة أصلا منطقي؟ هل ده ممكن يشجع الرجالة انها تمارس عنف أكتر على الستات بحجة انهم "مفتريات" وده بشهادة أبونا طبعا؟

في مقالة بحبها قوي في الموضوع ده عن تنميط الهزار عن الستات، وازاي الهزار ده بيرسخ النمط عن الستات وبيوصل لنتايج مؤذية قوي على مستوى أكبر في المجتمع. المقالة بتشرح اسلوب استخدام النكت اللي بتقلل من شأن الستات، واسمها disparagement humor أو فكاهة الاستخفاف اللي بتخلي المجتمع شوية بشوية يحول العنصرية ضد الستات لحاجة مقبولة في المجتمع، وده بيؤدي لتحامل وظلم بيتحمل نتيجته الستات (أو المجموعة اللي بيتم السخرية منها عمال على بطال).

وهانطبق ده على الفيديو السابق بتاع القمص بولس عن الستات: انت بتستخف بطريقة الستات في كلامها مع جوزها وبتقوله يعني ما معناه انك تاخدها على قد عقلها ومشي امورك معاها، فانت بكل الطرق بتقول للراجل يحقر من كلام مراته عشان هي "خُـلَـل" ودي أحد الأنماط عن الستات "دولا مجانيين"...ده طبعا بدل ما جوزها يسمعها ويشوف هي ليه بتقول الكلام ده، هل في حاجة هو يقدر يساندها فيها؟ هل في حاجة هي عايزة توصلها بالكلام ده بس مش عارفة تقولها ازاي؟ فين الكلام عن النقاش المفتوح اللي مفروض يكون وسيلة تواصل طول الوقت بين الست وجوزها؟ فين الكلام عن أهمية احتضان كل واحد للتاني والاعتراف بالمشاكل اللي بيوجهها الآخلا أو ال insecurities اللي بتخليه يسأل اللي قدامه أسئلة زي "ايه العيوب اللي انت شايفها فيا"؟

طبعا هاييجي حد يقولي انتي بتكبري المواضيع ويعني انتي مش عايزانا نضحك يعني؟ لا مش عايزاكم تضحكوا، لو هاتضحكوا ع الستات، بالأولى تضحكوا على خيبتكم، ياكش انشالله عن ما حد ضحك اساسا لو الستات هاتبقى هي المادة بتاعة السخرية، واللي رجال الكنيسة الأجلاء مافكروش للحظة يوقفوا ده لكن كملوا وتمادوا فيه تاني وتاني.

مثال رقم 2:
فاجئنا من يومين القمص مكاريوس ساويرس ببوست على فيسبوك (كاهن بالولايات المتحدة!) بيطلب فيه الستات انها "لا تخطىء" وتعمل أعمال منزلية في اسبوع الآلام ولا تعمل أكل ولا زينة للعيد ولازم تخلص كل حاجة قبل أحد الشعانين عشان تتفرغ للعبادة في اسبوع الآلام.
المشكلة في اللي اتكتب مركبة جدا، لدرجة اني كل ماحاول افككها من ناحية، تضرب من ناحية تانية.الكاتب هنا ماستخدمش اسلوب السخرية، لكن استخدم اسلوب النهي عن المنكر، وحدد ايه هو المنكر، وقال انه خطيئة و"اساءة" للمسيح ان الستات تعمل الأعمال المنزلية في اسبوع الآلام. 


أولا ده فكر مش مسيحي ولنا في مريم ومرثا خبرة وعبرة. ممكن جدا الانسان يسبح ربنا في كل وقت وفي كل عمل، بل ان اكبر تمجيد لاسم ربنا بيكون ان الانسان يكون نور في العالم. ولو ماحدش عمل أكل العيد، يوم العيد هاتاكلوا زلط يعني ولا ايه؟ أنا فاكرة السنة اللي فاتت مكانش في حضور في الكنيسة وكنت باعمل مكرونة بشاميل وانا باسمع أبوغالمسيس، كفرنا؟ أخطأنا؟ أسئنا إلي اسم المسيح؟ لا. ولا بالفم المليان كمان. البابا شنودة في قصيدة مريم ومرثا بيقول: "دخلت البيت لا مرثا في ساحته ولا مريم، فمن للرب في البيت، وكيف اذا أتى يخدم؟" اذا، كلنا محتاجين نؤدي أعمالنا الدنيوية عشان نعيش.

ثانيا الاسلوب غير مناسب وغير مسيحي. طريقة الانتهار والسلطوية دي مش اللي استخدمها المسيح. بالعكس، المسيح كان لطيف، بينصح، بيرشد، بيقترح، ولما كان بيجيب آخره مع الخطاه كان بيطردهم من الهيكل. اذا معرفة استخدام انهي اسلوب للكلام في انهي وقت هو فن. فكان مثلا ممكن الكاهن يقول "ياريت يا جماعة نركز في عباداتنا في اسبوع الآلام وماننشغلش بالأرضيات كتير، فده وقت مبارك لينا كلنا ونحاول ناخد بركته، وحتى لو بتشتغلوا، اتأكدوا انكم بتسمعوا البصخة كل يوم وتقروا القراءات". ايه بقى العيب في اللي أنا قلته؟ ولا حاجة، أعدنا صياغة المطلوب بطريقة مسيحية مناسبة بتعبر عن الرسالة من غير ما تثير حفيظة أي مجموعة من الناس أو تخصهم بالكلام. 

ثالثا الكلام مش منطقي خصوصا في ظروف الحياة الحالية، نستقيل من أشغالنا؟ نسيب عيالنا تجوع؟ نرمي التزاماتنا في الزبالة؟ نبقى ناس غير مسئولة ولا يعتمد عليها ونقول لأي حد عايز حاجة "تعالى بعد العيد"؟ طب ما بالأولى الاكليروس بقى يتفرغوا للعبادات في الصوم الكبير ويسيبوا الفيسبوك؟

رابعا الكلام عنصري، فهو بيخصص كلامه للستات، وبيحملهم أحمالا عسيرة، وبيخصصهم في شغل البيت. شغل البيت من امتى بقى مسئولية الستات بس؟ ما لو الرجالة مدت ايدها اللي عليها نقش الحنة، مكانتش الستات مدعوكة ليل نهار في "الاعمال المنزلية اللي بتسيء للمسيح" وكان كله بقى عنده وقت يحضر الكنيسة ويصلي في اسبوع الآلام، ولا ايه؟ ده بدل ما نشكر الستات اللي بتدفع وقتها وصحتها وراحتها والكاريير بتاعها وبتشتغل خدامة ليل ونهار مقابل تنضيف هدومكم وبيوتكم يا رجالة؟ وعلى الرغم من كل الأعباء، مين اللي صفوفه مليانة أول ناس في الكنيسة؟ الستات. مين اللي بييجي متأخر والستات بتصحيهم بالموبايل في نص الصلاة؟ الرجالة. مين اللي بيلبس عيالهم شمامسة وشيل لهم التواني؟ الستات اللي مش من حقهم يبقوا شمامسة.


أحد الاصدقاء قرر يعمل الصورة دي للرد على البوست الأصلي، لكن السلطوية ممكن تمتد كمان لاقصاء المعارضين ومسح التعليقات فلقينا في اقل من 12 ساعة الصورة اللي تحت دي اتمسحت مع بعض التعليقات كمان، وده اللي اضطرني آسفة اني اضيع وقت شغلي وعبادتي عشان أكتب رد مطول على المهازل اللي بنشوفها يوميا.






اذا فالملخص هو:
لقد هرمنا ياخواننا.. 

الاكليروس القبطي لازم يتكلم عن الستات بروح المسيحية مش بالطريقة دي. بس للأسف الاكليروس هما رجالة المجتمع، ولو المجتمع ذكوري ف الحداية مش هاتحدف كتاكيت، والرجالة الناتجة مش هاتكون أقل ذكورية وسلطوية. إذا ايه الحل؟

لو سألتني إيه الحل أقولك ياريت نسكت وبلاش نشر للعثرة دي والكلام بالاسلوب ده على المنابر التقنية والكنسية، خلي افكاركم المضطربة جوا دماغكم لحد ما ييجي الوقت والأشخاص اللي تعرف تحترم الستات وتتكلم عنها بذوق وباسلوب مسيحي لائق. هل مثلا سمعتوا وعظة أبونا بيشوي سلامة المتميزة (الكاهن الأول في الكنيسة القبطية على مستوى العالم اللي بيساند مشاكل الستات بقوة وجرأة واحترام) عن مشاكل تهميش السيدات في الكنيسة وازاي نحاربها؟

في الأول والآخر، الراجل المميز بيبقى اكليروس مميز، الراجل الذكوري بيبقى اكليروس ذكوري... الرتب الكهنوتية مش بتغير من طبيعة الانسان، والانسان هو اللي بإيده بيعلي من شأن كهنوت ملكيصادق وهارون، أو بيخفس بيه الأرض. 

إذا، ياريت نعلي شوية من شأن الكهنوت من خلال تقديم كامل احترامنا للستات في كل مكان وزمان: قولاً وفعلاً وإيماناً.

Saturday, February 24, 2018

نقد مسيحي إجتماعي لوصية العروسين في طقس الإكليل



مقدمة

الطقس في الكنيسة القبطية بيخضع للتغيير البشري، والطقس مش بس مأخوذ من الكتاب المقدس والتقليد والتسليم الآبائي، بس كمان مأخوذة من البنية المجتمعية اللي بينشأ فيها النص، وعشان كده ممكن يتغير، ويتعدل.

عشان كده بانتقادنا لجزء من الصلوات الكنسية، احنا مش بنهرطق، لكن بنحاول نحلل ونفهم ونوصل لصلوات مسيحية صحيحة لا تتعارض مع الكتاب المقدس والقيم الإنسانية التي عاشها ورسخها السيد المسيح.

في أكتر من موقف، اتكلم كهنة معروفين (مثلا انظر رداً على القمص بولس جورج وزواج الصالونات( بكلام ذكوري بيعبر عن نتاج نشأة وتربية رجال الدين في مجتمع بينصب نفسه وصي على الستات وكل أفعالهم وبينصح انهم مفروض يعملوا حاجات معينة دون غيرها لأنه شايف لهم طريق وسلوك تقليدي مفروض يعملوه. للأسف الفكر ده منعكس على جزء مهم في الصلاة اللي هو وصايا العريس والعروسة في الاكليل. أنا مابحثتش عن الأصل التاريخي للجزء ده من الصلاة، لكن منتقداه مش كنوع من أنواع الاعتراض وخلاص، لكن لأن كلام كتير في الوصية ضد النظرة والمعاملة والفكر المسيحي عن المرأة.




لمحة سريعة عن نصوص الوصيتين

وصية الزوج أصغر وفيها كلام مكرر من وصية الزوجة، ومافهاش كلام مثير للجدل قوي قد وصية الزوجة. فهانتكلم عن وصية الزوجة ونقدها هايتضمن الألفاظ الجدلية اللي بتتكرر في وصية الزوج.

نص وصية الزوجة: "وأنتِ أيتها الابنة المباركة، العروس السعيدة، قد سمعت ما أوصى به زوجك. فيجب عليك ِ أن تكرميه وتهابيه، ولا تخالفي رأيه، بل زيدي في طاعته على ما أوصى به أضعافاً. فقد صرتي اليوم منفردة معه وهو المسئول عنك بعد والديك فيجب عليك أن تقابلية بالبشاشة والترحاب ،لا تضجري في وجه ، ولا تضيعي شيئاً من حقوقه عليك، وتتقي الله في سائر أمورك معه لأن الله تعالى أوصاك بالخضوع له وأمرك بطاعته بعد والديك فكوني معه كما كانت أمنا سارة مطيعة لأبينا إبراهيم، وكانت تخاطبه: يا سيدي فنظر الله إلى طاعتها له، وبارك عليها، وأعطاها إسحق بعد الكبر، وجعل نسلها مثل نجوم السماء، والرمل الذى على شاطئ البحر .فإذا سمعت ما وصيناك به وأتبعت جميع الأوامر، أخذ الرب بيدك ووسع في رزقك، وحلت البركات في منزلك، ورزقك أولاداً مباركين يقر الله بهم عينيك".


نص وصية الزوج: "يجب عليك ايها الابن المبارك، المؤيد بنعمة الروح القدس أن تتسلم زوجتك فى هذه الساعة المباركة بنية خالصة ونفس طاهرة وقلب سليم وتجتهد فيما يعود لصالحها وتكون حنوناً عليها وتسرع الى ما يسر قلبها . فأنت اليوم المسئول عنها من بعد والديها. وقد تكللتما بالإكليل السمائى والزيجة الروحانية وحلت عليكما نعمة الله. ومتى قبلت ما اوصيت به . أخذ الرب بيدك واوسع فى رزقك. ويرزقك أولاداً مباركين يقر الله بهم عينيك. ويمنحك العمر الطويل والعيش الرغد ويحسن لك العاقبة فى الدنيا والاخرة"


تفصيل لنص الوصايا

1-     تكرميه وتهابيه

أعتقد الكتاب المقدس قال أكرم أباك وأمك، يعني الاكرام مش قاصر على دور الست ناحية الراجل، لكن مفروض يكون متبادل بين كل الأطراف في العائلة وخارجها. الوصية للأسف بتخصص الأدوار بطريقة چندرية.

أما بالنسبة للمهابة، ماعتقدش إن ده لفظ نابع من احترام وحب، لكن نابع من خوف، ولو عكسنا الجملة وقلنا للراجل إنه يهاب مراته، الجملة تتحول لحاجة مش مقبولة ومش مستساغة مجتمعيا. طب ليه نقبل نقوله للست ومانقبلش نقوله للراجل؟ وإيه هي طبيعة المهابة المطلوبة من الست انها تقدمها والراجل مش مطلوب يقدمها؟


2-     لا تخالفي رأيه، بل زيدي في طاعته على ما أوصى به أضعافاً... الله أوصاك بالخضوع له وأمرك بطاعته


مش عارفة أنهي جزء في الكتاب المقدس اللي قال للست ماتخالفش رأي الراجل. ومش عارفة فين في الكتاب المقدس صور الست على انها تفضل مطيعة ماتقولش لا. الجملة دي هو التفسير الحرفي لأيات الاصحاح التالت من رسالة بطرس الأولى عن خضوع المرأة للرجل. في دراسة مطولة عملتها للاصحاح بالانجليزي (هنا) أقدر أقول بثقة إن الاصحاح مش بيروج لفكرة إن الستات لازم مايخالفوش الرأي ويقدموا طاعة عمياء.

الاصحاح عشان نفهمه مظبوط لازم نبص للإطار التاريخي للكلام. المراجع موجودة في الملف اللي في الرابط بتاع الدراسة. في منتصف القرن الأول الميلادي، الزوجة كانت مطلوب منها انها تتبع دين زوجها، يعني لو الزوج بقى مسيحي، زوجته لازم تبقى كده، ولكن لو الزوجة بقت مسيحية، الزوج كان بيعتبر انها بتخونه وبتخون معتقداته الوثنية، وده كان بيسبب شد ومشاكل في البيوت. بطرس الرسول وقتها بينصح الزوجات بانهم يخضعوا حتى لو أزواجهم كانوا بيخلقوا مشاكل لهم بسبب اتباعهم للمسيحية. بطرس كان مدرك تماما المأزق اللي الستات المسيحية فيه وقتها، اللي أزواجهم مكانوش مسيحيين. عشان كده بطرس بينصح الستات انهم يخضعوا بدل ما يجادلوا أزواجهم (اللي في موقف أقوى بسبب السياق التاريخي) وإنهم يكونوا قدوة بسلوكهم الصالح عشان يبقى أزواجهم هما كمان مسيحيين. وبالتالي، الخضوع هنا معناه انهم يحاولوا يقودوا الرجالة لطريق أحسن عن طريق سلوكهم، وبالطريقة دي يكسبوهم ويضموهم للمسيح. القديس إكليمنضس السكندري بيقول في السياق ده "لقد قيل في الكتاب المقدس أن الله أعطى المرأة معينة للرجل. في رأيي أنه من الواضح أنها تقدر أن تقوم بعلاج جميع متاعب زوجها في تدبير خدمتها، وذلك خلال سلوكها الحسن وقدرتها."

وفي نفس السياق، بيقول القديس يوحنا الذهبي الفم: "المرأة بطاعتها للرجل يصير وديعًا نحوها... بالمحبة تزول كل مقاومة، فإن كان الرجل وثنيًا يقبل الإيمان سريعًا، وإن كان مسيحيًا يصير أفضل".  والخضوع هنا مش لأن الست خايفة من الراجل لكن "كما يليق في الرب" (كو ٣: ١٨)، عشان بتستمده من خضوع الكنيسة للمسيح (أف ٥: ٢٤).

وده بيجيبنا للنقطة التانية في الخضوع إن خضوع الكنيسة للمسيح مش خوف لكن مسئولية محبة وخدمة. القيادة في المسيحية معناها "نظير معين" (تكوين ۲: ۱۸)،  "أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة" (أف ٥: ٢٥). وبالتالي يوحنا ذهبي الفم في السياق ده بيفسر ده عن طريق إنه بيقول إنه لو عايزين خضوع الستات للرجالة زي خضوع الكنيسة للمسيح، لازم يكون تصرف الرجالة ناحية الستات كمان زي تصرف المسيح ناحية الكنيسة! حتى لو تطلب الأمر إنه يضحي بحياته عشانها، ويتألم، مفروض مايتأخرش عن ده. وبالتالي بيأكد القديس يوحنا عن إن الرجالة مش مفروض تستغل الخضوع ده عشان يعاملوا زوجاتهم بطريقة مستبدة، ولا الستات مفروض تنتفخ أو تتعالى بسبب حب أزواجهم ليهم. وبيقول بالنص "أخضعها الله لك لكي تحبها أكثر".      

وبالتالي اننا ناخد الآيات بره السياق التاريخي وقرايتها بطريقة مش شمولية تجمع باقي الآيات التانية وتعاليم الآباء، وكمان نشوف دور المرأة القوي في الكتاب (زي فيبي ودبورة وأبيجايل)، بيتسبب اننا نقول كلام زي "لا تخالفي، زيدي في طاعته" لأن مش ده التفسير الحقيقي للآيات الخاصة بخضوع المرأة لزوجها.


من ناحية تانية، أبونا تادرس يعقوب بيقول في كلامه عن مفهوم الخضوع ما يعني انه مش أمر بعدم مخالفة الرأي وبالطاعة العمياء زي ما الوصية بتوحي بطريقة مقتضبة.. فبيكتب التالي:

 "الخضوع" في المسيحية ليس خنوعًا ولا ضعفًا، ولا نقصًا في الكرامة، هذا ما أعلنه كلمة الله المتجسد حين أعلن طاعته للآب وخضوعه له مع أنه واحد في الجوهر، رافعًا من فضيلة "الخضوع" ليجعلها موضع سباق لعلنا نبلغ سمة المسيح الخاضع والمطيع. والعجيب أن الإنجيلي لوقا يقول بأن "يسوع" كان خاضعًا للقديسة مريم والقديس يوسف النجار (لو ٣: ٥١)، مع كونه خالقهما ومخلصهما، وخضوعه لم يعيقه عن تحقيق رسالته التي غالبًا لم يدركاها في كمال أعماقها، إذ قال بتواضع وصراحة: "لماذا كنتما تطلبانني؟ ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي" (لو ٣: ٤٩). فالخضوع ليس استسلاما على حساب رسالة الشخص، ولا طاعة عمياء دون تفكير، وإنما اتساع قلب وقبول لإرادة الغير بفكر ناضج متزن.
قدم لنا القديس هيبوليتس الروماني فهمًا لخضوع الابن للآب، ليس علامة عن انتقاص لأقنومه وإنما على تناغمه واتفاقه ووحدته مع الآب، إذ يقول: [يرتد تدبير الاتفاق إلى الله الواحد. فإن الله واحد: الآب يوصي والابن يطيع والروح يهب فهمًا... الآب أراد والابن فعل والروح أعلن، هذا ما يوضحه الكتاب المقدس كله]
إذن فخضوع الزوجة لرجلها هو مشاركة السيد المسيح طاعته وخضوعه للآب كعلامة الحب والوحدة، وليس إهدارًا للكرامة أو كإنقاصٍ من شأنها.

مفهوم الخضوع ده للأسف مش هو اللي الوصية بتعرضه، لكن بتعرض الخضوع على إنه عدم مخالفة في الرأي وأمر بالطاعة.


3-     هو المسئول عنك بعد والديك (فأنت اليوم المسئول عنها من بعد والديها)
لو احنا بنتكلم عن المسئولية بمفهوم الحب، فالجواز مش بينقل المسئولية (الحب) من الأب والأم للزوج، لأن الأب والأم هايفضلوا يحبوا بنتهم أكيد. ولو كنا بنتكلم عن المسئولية بالصورة المادية، فأعتقد ان ستات كتير سواء في الكتاب أو في المجتمع بيكونوا هما اللي مسيرين أمور عائلات وبلاد ماديا ومعنويا. فاعتقد إن الجملة دي مالهاش محل من الإعراب لأن الستات مش محتاجين حد يكون مسئول عنهم زي الأطفال!



4-     ولا تضيعي شيئاً من حقوقه عليك...

مش محدد هنا إيه هي الحقوق دي، لكن السياق الاجتماعي اللي احنا فيه قد يوحي لنا إن الحقوق دي في الأغلب جنسية مثلا؟ لو الحقوق دي هي حقوق الحب فكان ممكن الصياغة بشكل تاني. لو الحقوق دي جنسية، أو اجتماعية، ليه الصياغة مش متبادلة للراجل والست؟ ليه بس بنختار إن الست نخاطبها بصيغة الموصى والمولى عليه اللي مفروض تقدم فروض الولاء والطاعة حرفيا؟


5-     كما كانت أمنا سارة مطيعة لأبينا إبراهيم، وكانت تخاطبه: يا سيدي
هل سارة هي القدوة المطلقة في الكتاب المقدس للستات، وهل تصرفاتها فعلا يقتدى بيها؟ ع العموم سارة طلبت من ابراهيم الزواج من هاجر وهو استجاب لها... فمفروض بقى هنا نقول للرجالة تسمع الكلام زي ابراهيم ما عمل مع سارة، بدل ما نقول العكس، ولا إيه؟

بالرجوع للسياق التاريخي مرة تانية، كلمة "سيدي" وقتها لا تدل على خضوع منها بل نوع من انواع الاحترام. مش بالضرورة أحسن مثل للمعاملة الكويسة بين الراجل ومراته تبقى إننا نقول لهم قدام الناس كلها "خليكي مطيعة لسيدك". ليه مثلا مش بنقول للست خليكي حكيمة زي ما أبيجايل أنقذت الناس في الحرب لدرجة إن داود قالها "مبارك عقلك"، عقل المرأة اللي الوصية مابتجيبش سيرته، لكن بتتكلم عن حقوق الراجل عليها وطاعته ومخاطبته بسيدي!

 
6-     فنظر الله إلى طاعتها له، وبارك عليها، وأعطاها إسحق بعد الكبر، وجعل نسلها مثل نجوم السماء
الوصية بتكمل كلام عن سارة، وبتحدد نتيجة الطاعة هي البركة، تحت مفهوم "ابن الطاعة تحل عليه البركة" اللي هي مش آية أساسا في الانجيل. وفي أمثلة كتيرة في الكتاب عن ازاي المسيح نفسه وبولس اعترضوا على اللي قدامهم لما كان غلط. وممكن نتكلم كتير جدا في وقت تاني عن ازاي المسيحية بترفض الطاعة المطلقة. وليه الطاعة مش مطلوبة من الزوج بالمثل؟

الوصية كمان بتختزل البركة في النسل الكثير، اللي هو كان برضه موضوع في العهد القديم وله سياقه وعاداته. أكيد النسل بركة، بس هل معناه إن الناس اللي ربنا ماداهمش نسل معاقبين ومش بيطيعوا، وربنا مش مباركهم وعشان كده ماداهمش نسل؟ ده للأسف برضه نفس مفهوم العهد القديم، زي ما أليصابات حست إن ربنا نزع "عارها" بالخلفة. وبالتالي هل برضه البركة الوحيدة اللي ممكن ربنا يباركها لاتنين متجوزين هو النسل؟ أكيد لا، بالعكس، أكيد في بركات أهم في البيت المسيحي عن الإنجاب، لأنه الأولاد ينفعوا بإيه لو مش عايشين في روح ربنا...


7-     وأتبعت جميع الأوامر، أخذ الرب بيدك ووسع في رزقك (ومتى قبلت ما اوصيت به . أخذ الرب بيدك واوسع فى رزقك. ويرزقك أولاداً مباركين)

واضح من مقارنة طريقة المخاطبة للست انها "تتبع أوامر" والراجل "يقبل وصيته". أعتقد الفرق مهين ومش بيعبر عن طريقة مخاطبة المسيح لأكتر الستات اللي عندهم مشاكل زي السامرية والمرأة الزانية مثلا! وبرضه في ارتباط شرطي بين "اتباع الأوامر" والبركة، فهل الأوامر هنا هي أوامر الزوج ولا الوصية وربنا؟ لو أوامر الزوج يبقى ينطبق نفس الكلام اللي في النقطة اللي فاتت. لو أوامر ربنا، فمن امتى ربنا بيدينا "أوامر"، الإله اللي بيتكلم معانا كأبناء أحباء، عمره ما أمر، ده حتى قال ليوحنا المعمدان " اسمح الآن"، ولا حتى الرسل أمروا، لكن استخدموا ألفاظ زي "ليس كل الأشياء توافق". آخر حاجة هي إن الارتباط الشرطي بين حسن السير والسلوك والبركة الممثلة خصوصا في النسل (في النقطة دي واللي قبلها) هو ضحل ومش في محله لا المسيحي ولا الاجتماعي.

ختام...

على مدار خمس سنين، كنت باكتب في التدوينة دي، والحمدلله ربنا أرشدني إني أخلصها أخيرا دلوقتي، وأتمنى إني أقدر أكمل تاني على نفس الموضوع في المستقبل لو حسيت إني محتاجة أشتبك أكتر مع مناقشة النص.

بصفة عامة نصوص الوصايا ركيكة ومش مكتوبة بطريقة مسيحية، ومافهاش طريقة الخطاب اللي المسيح كان بيخاطب بيها الناس، المسيح اللي كان بيتكلم برقة وحساسية وتعظيم للستات وحتى الأطفال.

سواء كان اللي كتب صياغة نص الوصايا شخص ذكوري وكتب كلام مخالف رؤية المسيحية للمرأة، أو سواء كان شخص خانته التعبيرات وكانت نيته كويسة، في الحالتين النص محتاج تعديل، على الأقل توضيح لجمل الخضوع وحذف لألفاظ ركيكة مش مستخدمة في الصلوات المسيحية زي "أوامر.. الله تعالى.. لا تخالفي رأيه..حقوقه عليكِ". أتمنى الوصية تتكلم عن المرأة الفاضلة اللي تمنها يفوق اللآليء (أم ۳۱: ۱۰)، وعن حكمة الستات ودورهم القيادي في بيوتهم وبلادهم وكرازتهم ودفاعهم عن الحق، وإن في الآخر ده اللي بيجيب البركة للبيت والأشخاص اللي فيه... "ومبارك عقلك، ومباركة أنت" (۱صم ۲٥: ۳۳).

Sunday, June 25, 2017

رداً على القمص بولس جورج وزواج الصالونات

ملحوظة قبل ما تقرا التدوينة:
التدوينة دي مش هجوم شخصي، مفيش أي شخصنة في الموضوع، مع احترامي لأبونا بولس ككاهن. لكن الاختلاف في الرأي صحي.

ييجي حد يسأل، ازاي نختلف مع كاهن وهو صورة الله على الأرض و..و..؟ أقول له ان الكاهن هو إنسان ذكر نتاج تربية ونشأة المجتمع اللي احنا عايشين فيه. بالتالي، آراؤه الشخصية مش من العقيدة ومش من المسلمات اللي كل شخص مجبر يمشي عليها. لأن آراؤه نشأت في نفس المجتمع المشوه اللي احنا عايشين فيه.

أصلا مفيش أي حد مجبر يعمل أي حاجة هو مش مقتنع بيها في حياته، وهي دي الحرية اللي ربنا خلقنا بيها: إننا نفرز ونسمع ونقتنع ونقرر عايزين نعمل ايه، حتى الخطية الإنسان حر فيها.

يعني من حقنا نختلف.

وأنا هاختلف في الفيديو التالي اللي بيرد فيه أبونا بولس عن سؤال عن جواز الصالونات. السؤال بيقول:
"ايه رأيك يا ابونا في البنات اللي بترفض حد متقدم ليها لمجرد إنه لم يسبق لها معرفته، بتفضل أي حد تكون عارفاه، مع إن اللي مش عارفاه ممكن يكون كويس. أرجو إنك تنصح البنات إنهم يفكروا مش يرفضوا على طول"

رد أبونا:
"أكيد ده جواب من أم. أكيد أم وخايفة ان البنت تقعد لها يعني... بصوا، عشان أكون واقعي، كل البنات عندها حلم إنها تعرف واحد وتعجب بيه وتتشد له، علشان أنا الصالون بتاعنا مش فاترينة... يعني ايه مش فاترينة؟ يعني مش الناس تيجي تتفرج عليا في الصالون بتاعنا، فأنا من حقي يكون ليا....

حلو قوي. مالقيناش في الجامعة، واشتغلتي في شركة فيها 3 مسيحيين، واحد مخطوب واتنين متجوزين. العمل هايكون ايه؟ فكري معايا كدة. انتي كدة قفلتي المحبس، وبعد ما قفلتي المحبس، تيجي في زمن تقولي ربنا مابعتليش ليه؟ ما بعت عن طريق طنط وخالتك وعمتك وبنت خالتك وبنت عمتك وانتي تقولي لا، أنا مش فاترينة. انتي حكمتي على نفسك انك هاتطلعي من الفاترينة تخشي في التحنيطة. الحقيقة العقل بيقول ادي نفسك فرصة، حد هايضربك على ايدك ويقولك.. ما انتهى الزمن ده من خمسين ستين سنة... ماحدش هايجيبك م الفاترينة دي ولا الصالون وتقولك هو ده ولازم هاتاخديه غصب عنك، مفيش حد بيعمل كده. فواقعيا، انتي مش هاتوافقي انك تشوفيه تاني إلا إذا كنتي ارتحتي له، فماتوقفيش الفرص. لأن في وقت بتبقى الفرص كتيرة قوي وبعدين بنتدلع. وبعدين الفرص بتبقى نص نص، ونقول أصوم أصوم وأفطر على بصلة، يعني في الآخر ماخدش غير ده، ده أنا رفضت اللي كان واللي كان. وبعد كده، ---------- هِوّ.

ونرجع نقول ربنا. لا. It’s up to you
أنا شايف إن البنت العاقلة تشوف وخاصة إن ماحدش هايرغمك أبدا. خاصة ان ظروف الارتباط صعبة، خاصة ان في ولاد كتير جدا استباحوا، عشان عارفين سوق العرض والطلب في الجواز بقى شكله ايه، يشاكسوا بنات كتير قوي بالانترنت ويخشوا معاهم في تشاتينج ويقولوا كلام لا تعرف تمسكه آه ولا... لما تقوله انت ازاي عملت كده، يقولك اختي، صديقتي.......
....
قد يكون حلم إن الانسان يمشي ع السحاب حلم جميل الحقيقة. ويمسك الطيور والعصافير، ويصوصوله في ودنه، بس أنا أفضل امشي ع الأرض عشان ماقعش، وماندمش، وماتكسرش.
يبقى نقبل ونصلي ونفهم ونشوف التوافق ونشوف التكافؤ، ويكون عندنا باكجراوند، ونشوف.
لكن إذا كنتي مستنية صورة معينة فانتي بتحددي خانة واحدة بس عايزة ربنا يشتغل بيها وده ضد التدبير إن احنا مانحجرش على ربنا، إن لازم في صورة واحدة، يا كدة يا بلاش. خلاص بلاش. "




قبل ما أبدأ الرد هاقول الآتي:

سبب كتابة التدوينة أكتر من حاجة:
1-      أهمية ان كاهن يقول ده على منبر الكنيسة إنه بيدي الناس ترسيخ أكبر للمفاهيم والآراء اللي اتقالت، ومش بيسمح بانتقاد أو اختلاف كبير مع الرأي ده، باعتبار ان الناس في مجتمعنا بتقدس أي كلام يقوله أي رجل دين.
2-     انتشار الفيديو على الفيسبوك باعتباره حاجة مهمة لازم كل البنات تشوفها. ماحدش ولا لأي لحظة فكر يختبر أو يفكر شوية في محتوى الكلام المقدم في الفيديو. وطبعا ماحدش فكر ينتقده، لأن الانتقاد أصلا حرام زي ما اتعودنا.
3-     الرد على المفاهيم اللي اتقدمت في الفيديو. أنا الحقيقة وقت ما شفت الفيديو ماكنتش مصدقة نفسي واتضايقت جدا وحسيت بإهانة شديدة كبنت، وماحسيتش انه مفروض يعدي مرور الكرام كده من غير ما حد يعلق عليه.
4-     الناس اللي قاعدين في الكنيسة بيسمعوا الرد ولا حد فيهم شايف ان في اهانة، الستات والرجالة عادي. بيضحكوا. شايفين ان الكلام المرعب ده بيضحك!!!


دلوقتي هافصص الكلام اللي اتقال:

البنت تقعد لها يعني
البنت تقعد لمين بالظبط؟ ويعني ايه تقعد؟ يعني ايه اللي مخلي عدم جوازها قعاد؟ وإيه المشكلة في "قعادها" ده؟

من حقي يكون ليا
أه من حقها على فكرة. شئنا أم أبينا. لو في بنت رافضة تتعرف على حد لمجرد الجواز، هي أدرى بقدراتها وامكانياتها النفسية. انتوا مش متخيلين قد ايه فكرة إن البنت تقابل حد لمجرد الجواز ممكن تضغط على نفسية البنت. ليه بنتهكم على إن البنت يكون ليها حق الرفض واختيار تعيش حياتها ازاي؟ ليه شايفين ان دي نهاية العالم وانها المفروض "ماتتبطرش على الفرص"؟

العمل هايكون ايه
العمل يكون إن البنت تعيش وماتربطش حياتها على الجواز. تعيش، تشتغل، يكون لها استقلالية مادية واستقلالية في القرارات في حياتها. العمل إن البنت تبني حياتها مش توقف حياتها مستنية الراجل اللي هايبني لها اللي هي ماحققتهوش. الجواز مشاركة واختيار، مشاركة بين اتنين ناضجين وناجحين ومتساويين ولهم إرادة ومشيئة وقدرة على اتخاذ القرار، مش واحد بيدور ساقية وواحدة بتخلف وتربي (إلا لو كان ده اختيارهم ورغبتهم).

قفلتي المحبس
محبس العرسان؟ محبس الجواز؟ والبنات بتقفله ازاي مثلا؟ انها تكون في مجتمع مافهوش رجالة يصلحوا للجواز حواليها؟ وإيه المشكلة في ده؟ ده بدل ما نشجع البنت انها تكمل حياتها مع اختلاف الظروف اللي حواليها، والجواز ييجي وقت ما ييجي ووقت ما هي تحب ووقت ما تكون مستعدة له، نبقى بنقول لها ركزي كل تفكيرك على حنفية العرسان وماتقفليهاش؟


انتي حكمتي على نفسك انك هاتطلعي من الفاترينة تخشي في التحنيطة
أنا مش شايفة في الجملة (ونبرة التهكم والضحك اللي اتقالت بيها في الفيديو) دي غير قمة في التحقير من البنات وترسيخ لفكرة ان البنت لا تسوى من غير جواز. ماعنديش حاجة أقولها بجد. مندهشة ومشمئزة من وصف بنت بتتجوز متأخر انها في "تحنيطة". وباتأسف لكل بنت بتقرا الجملة دي وانجرحت.

بنتدلع
بنتدلع على ايه؟ من امتى الحرية والاختيار دلع؟ من حق الأهل ينصحوا بس مش من حقهم يقرروا بالنيابة عن بنتهم. ولا تحبوا تشوفوا بناتكم متجوزين جوازات فاشلة زي معظم جوازات البلد عشان تقولوا عليهم مش بيتدلعوا؟ فين الدلع معلش؟ من امتى كان حرية اختيار شريك الحياة "دلع" خصوصا بدل ما تلاقي نفسها في مجلس اكليريكي بتطلب طلاق؟ ده بدل ما تساندوا بناتكم في قراراتهم، تقولوا لهم انتوا بتتدلعوا عشان مش بتعملوا اللي "احنا" عايزينكم تعملوه؟ طب ما تتجوزوا بدالهم أحسن؟

ماحدش هايرغمك
الارغام على الجواز مش لازم يكون مباشر بالضرب واللي بنشوفه في الافلام. الارغام نفسي من المجتمع، وابتزاز عاطفي من الأهل زي: عايز افرح بيكي قبل ماموت، انتي وصلتي سن كذا كذا. انتي بتتدلعي (نفس اللي اتقال في الفيديو)، ده واحد مايتعيبش. وغيره. ياريت نعيد تقييمنا للارغام اللي بنتكلم عنه ده ونشوف بنعمل ايه في البنات بالكلام اللي بيتقال.


سوق العرض والطلب في الجواز
سوق جواري مثلا؟ واحد بيبيع وواحد بيشتري؟ عرض وطلب؟ بضاعة؟
ايه التشبيه المرعب ده؟ ايه ده بجد؟ أنا تقريبا عاجزة عن التعليق لأني مش متخيلة إننا عايشين في سوق، ولا عايزة اتخيل اني بضاعة عليها عرض وطلب. قمة المهانة لعقل البنت ودماغها وكفاحها ومستقبلها.


وده ضد التدبير إن احنا مانحجرش على ربنا
لو هانتكلم عن تدبير ربنا، فممكن نقول برضه ان ربنا عارف نفسية كل واحد تقدر تستحمل إيه وإيه لا. ولو في واحدة مش قادرة أبدا انها تجبر نفسها تشوف عرسان "صالونات" فربنا هايرتب لها حياتها بالطريقة اللي تخليها تحس انها انسانة ليها وجود وكرامة ومعنى. مادام دخلنا ربنا في الموضوع، فربنا بيحترم حريتنا، انتوا ليه مش بتحترموها؟


خلاص بلاش
أه بلاش على فكرة. مفيش حياة أي شخص واقفة ع الجواز. بنشوف ناس بتتجوز في سن متأخر وبيكونوا سعداء وحققوا اللي اتجوزوا أصغر منهم ماقدروش يحققوه. كل واحد طموحاته بتختلف عن التاني. لو واحدة كل هدفها تتجوز وتقعد في البيت، هي حرة، هاتتجوز صالونات مش صالونات، مش مشكلة. قلة الجواز مش عقاب للبنت، قلة الجواز اختيار لسكة حياة المجتمع مش متعود يشوفها.



نهايته...

القمص بولس جورج لخص دورة حياة البنت من الجامعة للشغل على انها بتعمل "عريس هانت" يعني بتصطاد عريس. يعني لو مالقيتش في الجامعة أو في الشغل يبقى البنت دي مالهاش حل غير انها تتجوز صالونات. أبونا، زيه زي المجتمع، لخص هدف كل حاجة بتعملها البنت في انها تلاقي عريس. ماحدش الحقيقة بيفكر للحظة ان تنميط حياة البنت بالشكل ده بيهدها أكتر ما بيبنيها. بدل ما نسمح للبنت بمسارات حياة غير تقليدية زي سفر ودراسة وأنشطة كنسية أو اجتماعية، فهي في نظرنا بتعمل كل ده عشان تلاقي عريس. وده بيفكرني باجتماع ما للشباب في كنيسة، كانوا مطلعين عليه سمعة إن البنات بتروحه عشان تتشاف وتلاقي عريس. تمام يا جماعة في بنات كتير مش عايزة غير انها تتجوز، بس ده لأنكم انتم فهمتوهم وعلمتوهم ده وماسمحتلهمش بقدر من الابداع والحرية في حياتهم اللي بيديهم اختيارات. مش يمكن البنت مش عايزة تتجوز؟ او تتجوز في وقت تاني؟ او تتجوز بطريقة تانية؟ او تعمل حاجة الأول وبعدين تتجوز؟ مين انتم عشان تقولبوا البنت في القالب اللي بتحبوه وشايفين انه ده الأفضل ليها؟

الحقيقة أبونا بولس جورج مكانش محتاج يقول حرفيا إن "البنات مالهاش قيمة من غير جواز" بس هو استخدم كل الألفاظ والجمل اللي بتعبر عن الفكرة دي. الجمل دي هي نتاج تنشئة المجتمع، جمل بنسمعها كل يوم، مفيش فيها حاجة غريبة على الودن لأن كل الناس بتقولها. كل الناس بتقول "بنتك هاتقعد لك" أو "اقعدي اتأمري كتير على نعمة ربنا لحد ما تفضلي من غير جواز"، وغيرها.

طبعا في ناس بعد ما هاتقرا كلامي هايقولوا عليا اني مجنونة وإني باسخن البنات، "وهو يعني انتي عايزة البنات يقعدوا من غير جواز". الحقيقة أنا مش عايزة حاجة. انتوا والكلام اللي في الفيديو هو اللي عايز وبيملي على البنات تعمل ايه وماتعملش ايه. أنا عايزة تفكروا وتسيبوا غيركم يفكر. عايزاكم تعيشوا لأهداف ولأحلام بره دايرة الجواز المقفولة، والجواز يكون اختيار، بكل ما يحمله من أول الفكرة نفسها (اتجوز ولا لا) لحد اتجوز مين وازاي وفين، ومايكونش الجواز معطى او اجبار مجتمعي من خلال الخطاب ده اللي منتشر على كل لسان، لكن عايزة الجواز يحصل لأن البنت قررت تشارك حياتها (بكل الثقل والمعاني اللي تحمله جمله تشارك حياتها دي) مع شخص بتحبه: "الحب" الكلمة اللي ماظهرتش في الفيديو نهائيا، واللي غيابها هد بيوت ناس كتير وهما مش حاسين.

وبعد كل ده، مجتمعنا بيفرز جوازات "ناجحة" يا ترى؟ ناجحة بمعنى مافهاش اعتداءات وضرب وشباشب بتطير وعنف أسري ومشاكل نفسية وجنسية وأخلاقية وفكرية، لأشخاص مفيش بينهم أي توافق مطلوب منهم يعيشوا تحت سقف واحد طول العمر؟ بيفرز أجيال مبدعة وخلاقة ومنتجة؟

مجتمعنا مكنة بتاكل وتشرب وتنام وتتجوز عشان نعيد نفس الدورة دي مع عيالنا وعيال عيالنا. وماحدش فكر للحظة إنه يقف ويقول أنا عايز اعمل ايه بره القالب.

الفكرة نفسها المعروضة في الفيديو ممكن ناس تتفق معاها. بس ده مجرد رأي شخصي. أنا ولا ضد ولا مع جوازات الصالونات، أنا مع تغيير نظرة الناس للبنت وللجواز، اللي هو مش عملية سهلة كده الواحد يعملها مع أي حد وخلاص. أنا مع احترام حرية البنت وعدم الضغط عليها. كل بنت حرة. فعلا حرة ف جسمها وقراراتها ومستقبلها وإن شالله البنات كلها تعمل فرقع لوز. اكسروا القوالب. حرروا عقولكم وبناتكم من المجتمعات الذكورية الأبوية القمعية.




مقالات ذات صلة