Monday, January 21, 2013

والسنة الجاية نفرح بيك/ي

في العيد:
-         كل سنة وانتي طيبة، والسنة الجاية نفرح بيكي...
-         بابتسامة خجولة: ميرسي . وأنا أفكر "الصبر من عندك يا رب"
في عيد ميلادي: 
-         عقبال 100 سنة، والسنة الجاية تكوني في بيتك...
-         بابتسامة مصطنعة: ميرسي. وأنا أفكر "مانا ف بيتي أهو أمال انا في الشارع!"
عند ظهور أي نتيجة من أول الثانوية العامة لغاية الماجيستير والدكتوراة:
-         الف مبروك وعقبال ما نباركلك في بيتك...
-         بابتسامة عاصرة على نفسها لمونة: ميرسي. وأنا أفكر "وات ذا هيك!!"
في أي مناسبة وبدون مناسبة:
-         ازيك عاملة ايه؟
-         الحمدلله
-         ها مفيش أخبار؟ يلا عقبال ما نفرح بيكي
-         هنا بابلع لساني وارسم ابتسامة صفرا، وأفكر: "وانتوا مالكو!"



عزيزي المستمع والمستمعة، تدور كل أمنيات المجتمع المصري حوالين الجواز وبيت العدل، وكأن مفيش حاجة بتفرح الناس غير الزغاريط والهيصة في الأفراح، ومعتقدين ان طول ما الانسان ماتجوزش، فهو لسة ماوصلش لتمام الفرح، فكل النجاحات اللي بيحققها في حياته من دراسة لشغل لأي حاجة تانية، كلها تفاصيل جانبية بالنسبة لهم، المهم هو الجواز.. وأول لما تتجوز، يبدأ فضول المجتمع وشغفه انه يتحول للعيال والخلفة، ولو ماخلفتش، فانت برضه ماقدرتش توصل لتمام الفرح "في نظرهم طبعا"...

متفهمة جدا إن في ناس بتدعي من قلبها من غير اسلوب خالتي بمبة من تحت لتحت، شكرا ومقدرة.. بس فعلا ايه هو قمة النجاح والفرح في نظر البني آدم؟ ليه بيتحول الجواز للبانة من أول لما العيل يتولد "عقبال ما تفرح بيه وتجوزه" لغاية لما يتجوز أو يموت؟ ولو مات من غير ما يتجوز يحسسوا أهله انه مات ناقص عمر مثلا...

 ليه البنت وحتى كمان الولد كل لما يعملوا حاجة، ينجحوا في شغلهم أو دراستهم، كل ده مش مشكلة، المهم ان الدعوة الأساسية هي "والسنة الجاية نفرح بيك/ي" ؟؟ نفسي حد يدعيلي مثلا أخد الدكتوراة! طب بلاش.. نفسي أجيب لابتوب جديد، مفيش أي دعاوي في السكة دي؟

مش باقول ان الجواز حاجة وحشة، عشان بس اللي متربصين لكل كلمة، بس بلاش أفورة يعني وزهق، الجواز مرحلة من مراحل الحياة، زيها زي أي حاجة تانية، هي مهمة لأنها صعبة، لكن مش معنى كدة إن لو حد فاشل في كل حياته ودراسته اتجوز فهو كده يعني عمل اللي مايتعملش، وإلا كان كل البشر قعدوا في البيت واكتفوا بالابتدائية ...

الناس دايما بتحسسك بكلامها وأفعالها انك حاطط حياتك في التلاجة ودايس "ستاند باي" لغاية ما ترتبط أو تتجوز، الموضوع ده مش مجرد تهيؤات، للأسف معظم الناس فعلا معطلة حياتها وأحلامها لغاية ما تتجوز ويبدأوا من النقطة دي، مش فاهمين إن اللي بيتجوز ده محتاج يكون شخص متكامل وناضج أولا، مش مستني الجواز عشان يبدأ منه حياته وطموحاته...

وبعدين مالها الدعوات اللي زي "ربنا يفرحك، ربنا يحققلك اللي تتمناه/تتمنيه، ربنا معاكي"؟؟ على الأقل الدعوات دي ليها معنى أكبر وأهم وشاملة ومفيدة!

ومن منبري هذا أعلن إني مش باكره ان حد يقولي "عقبالك" بس باكره إن اللي قدامي يحسسني إني كل حياتي هباء وانجازاتي مالهاش قيمة، ومستنيين في كل لحظة والتانية اني اتجوز كأني قاعدة على قلبهم. أنا أكيد هاتجوز يوما ما، بس ده مش هايعطلني ولا هايلغي طموحاتي التانية اللي في الدنيا..

فمن الآخر يعني، كفاية أفورة... 

Tuesday, January 1, 2013

David - داود

من سعادتي إن أول تدوينة ليا في 2013 تكون عن داود النبي والمرتل والشاعر والعازف، بمناسبة إن عيد نياحته النهاردة 23 كيهك 1729 – 1 يناير 2013...


داود في نظري من أعظم الشخصيات اللي ممكن تعدي على تاريخ البشرية، وده لأكتر من سبب، معظمها حاجات بديهية: زي انه كان نبي عظيم وربنا كان بيحبه وحفظ وعوده ليه وجه من نسله، وكمان كان عظيم في توبته لما أخطأ،..الخ.

بس الأحلى والأهم من ده بالنسبة لي إن داود بيمثل لي الشخص المتعدد المواهب وفي نفس الوقت الرقيق الجميل الجوهر والمظهر، وفي نفس الوقت عظيم في انجازاته ومحبته من صغره، ومشاعره المرهفة (زي مثلا علاقته بيوناثان)، وده ظاهر جدا في شعره (النص الأصلي للمزامير العبري عبارة عن أشعار) وموسيقاه اللي للأسف ماوصلتش لنا..

تظل المزامير جوهر صلواتنا اليومية لتعبيراتها البالغة، داود ماكتبش كل المزامير، بس هو ملهمها و التسبيح مدرسته.. داود في مزاميره وكلامه في العهد القديم بيعبر عن نفس التفكير البشري بتاعنا في عتاب ومصالحة الله لنا، رغم ان ربنا مش بينسى وداود عارف بس قالله "إلي متى يا رب تنساني". رجاؤه كان واضح جدا في آخر نفس المزمور لما قال "يبتهج قلبي بخلاصك"، وعبر عن ده في معظم مزاميره زي "الرب عزي وترسي، عليه اتكل قلبي، فانتصرت ويبتهج قلبي وباغنيتي احمده"، الأهم من ده قوته اللي بيستمدها من علاقته بربنا وكانت بتظهر رغم ضعفه وصغر سنه وتواضعه، مثلا لما يقول  "ولكن انا سللت سيفه .. ونزعت العار عن بني اسرائيل"، وفي نفس الوقت قوته ماخلتهوش يحس بعظمة وكان يشبه نفسه بـ"كلب ميت".






أكيد ناس كتير عملت دراسات عميقة في المزامير، لكن اللي يقراها كويس، يكتشف إن اللي يكتب الكلام الساحر ده أكيد واحد بيحب ربنا بطريقة خاصة ومختلفة، وربنا بيوريله نعمة تخليه عنده ثلاثي الفضائل العظيمة، الإيمان والرجاء والمحبة.   

مفيش تعزية ممكن تلاقيها أقوى من المزامير، صعب أحدد المزمور المفضل ليا، باحب داود وكل كتاباته وفنه الموجه لله، وشخصيته وأخطاؤه وقيامه وقوته...


أنصح بسماع مزامير داود الملحنة من فرقة دافيد، أكثر من عظيمة! م/جورج كيرلس له فضل كبير في دراسات الألحان والتسبحة والمزامير، وله كتابات ومحاضرات في ذلك.





بالمناسبة دي أحب أشارككم بحث كتبته في 2006 عن التسبيح وفيه فصل كامل عن داود. البحث ضمن الأبحاث الفائزة في مهرجان الشباب بالإسكندرية ومهرجان الكرازة. المرجع الرئيسي للبحث كتاب "ذبيحة التسبيح" لنيافة الأنبا رافائيل.  




" لتتشدد ولتتشجع قلوبكم، يا جميع المنتظرين الرب" (مز24:31)