في العيد:
-
كل سنة وانتي طيبة، والسنة الجاية نفرح
بيكي...
-
بابتسامة خجولة: ميرسي . وأنا أفكر "الصبر
من عندك يا رب"
في عيد
ميلادي:
-
عقبال 100 سنة، والسنة الجاية تكوني في
بيتك...
-
بابتسامة مصطنعة: ميرسي. وأنا أفكر "مانا ف بيتي أهو أمال انا في الشارع!"
عند ظهور أي نتيجة
من أول الثانوية العامة لغاية الماجيستير والدكتوراة:
-
الف مبروك وعقبال ما نباركلك في بيتك...
-
بابتسامة عاصرة على نفسها لمونة: ميرسي. وأنا
أفكر "وات ذا هيك!!"
في أي مناسبة
وبدون مناسبة:
-
ازيك عاملة ايه؟
-
الحمدلله
-
ها مفيش أخبار؟ يلا عقبال ما نفرح بيكي
-
هنا بابلع لساني وارسم
ابتسامة صفرا، وأفكر: "وانتوا مالكو!"
عزيزي
المستمع والمستمعة، تدور كل أمنيات المجتمع المصري حوالين الجواز وبيت العدل، وكأن
مفيش حاجة بتفرح الناس غير الزغاريط والهيصة في الأفراح، ومعتقدين ان طول ما
الانسان ماتجوزش، فهو لسة ماوصلش لتمام الفرح، فكل النجاحات اللي بيحققها في حياته
من دراسة لشغل لأي حاجة تانية، كلها تفاصيل جانبية بالنسبة لهم، المهم هو الجواز..
وأول لما تتجوز، يبدأ فضول المجتمع وشغفه انه يتحول للعيال والخلفة، ولو ماخلفتش،
فانت برضه ماقدرتش توصل لتمام الفرح "في نظرهم طبعا"...
متفهمة جدا
إن في ناس بتدعي من قلبها من غير اسلوب خالتي بمبة من تحت لتحت، شكرا ومقدرة.. بس
فعلا ايه هو قمة النجاح والفرح في نظر البني آدم؟ ليه بيتحول الجواز للبانة من أول
لما العيل يتولد "عقبال ما تفرح بيه وتجوزه" لغاية لما يتجوز أو يموت؟
ولو مات من غير ما يتجوز يحسسوا أهله انه مات ناقص عمر مثلا...
ليه البنت وحتى كمان الولد كل لما يعملوا حاجة،
ينجحوا في شغلهم أو دراستهم، كل ده مش مشكلة، المهم ان الدعوة الأساسية هي "والسنة الجاية نفرح بيك/ي" ؟؟ نفسي حد يدعيلي مثلا أخد الدكتوراة! طب
بلاش.. نفسي أجيب لابتوب جديد، مفيش أي دعاوي في السكة دي؟
مش باقول ان
الجواز حاجة وحشة، عشان بس اللي متربصين لكل كلمة، بس بلاش أفورة يعني وزهق، الجواز مرحلة من مراحل الحياة، زيها
زي أي حاجة تانية، هي مهمة لأنها صعبة، لكن مش معنى كدة إن لو حد فاشل في كل حياته
ودراسته اتجوز فهو كده يعني عمل اللي مايتعملش، وإلا كان كل البشر قعدوا في البيت
واكتفوا بالابتدائية ...
الناس دايما
بتحسسك بكلامها وأفعالها انك حاطط حياتك في التلاجة ودايس "ستاند باي"
لغاية ما ترتبط أو تتجوز، الموضوع ده مش مجرد تهيؤات، للأسف معظم الناس فعلا معطلة
حياتها وأحلامها لغاية ما تتجوز ويبدأوا من النقطة دي، مش فاهمين إن اللي بيتجوز
ده محتاج يكون شخص متكامل وناضج أولا، مش مستني الجواز عشان يبدأ منه حياته
وطموحاته...
وبعدين مالها
الدعوات اللي زي "ربنا يفرحك، ربنا يحققلك اللي تتمناه/تتمنيه، ربنا
معاكي"؟؟ على الأقل الدعوات دي ليها معنى أكبر وأهم وشاملة ومفيدة!
ومن منبري
هذا أعلن إني مش باكره ان حد يقولي "عقبالك" بس باكره إن اللي قدامي
يحسسني إني كل حياتي هباء وانجازاتي مالهاش قيمة، ومستنيين في كل لحظة والتانية
اني اتجوز كأني قاعدة على قلبهم. أنا أكيد هاتجوز يوما ما، بس ده مش هايعطلني ولا هايلغي طموحاتي
التانية اللي في الدنيا..
فمن الآخر
يعني، كفاية أفورة...