Thursday, November 22, 2012

مع احترامي، رأيي ليس ملكك


قمة الاحباط انك تلاقي حد مقضي حياته يقرا ويتعلم وينمي دماغه وتفكيره ويشترك في أنشطة مجتمعية في كل المجالات بلا استثناء، وتلاقي الناس بتحكم عليه وعلى شخصيته بجرة قلم بدون أي مبررات، ويهاجموه لمجرد انه مختلف...

ان اتكلم في السياسة يقولوا فلان ده جد وثورجي وبيشغل دماغه بحاجات مملة..
ان اتكلم في حقوق الانسان يقولوا ده بيكتب حاجات توديه في داهية..
ان اتكلم في السلبيات يقولوا ده متشائم ومفيش حاجة عاجباه..
ان انتقد مواقف لأشخاص عامة وقيادات يقولوا ده مش فاهم اديهم فرصة..

يا ترى أي حد انتقد غيره، فكر ليه غيره ده مختلف وبيفكر بالشكل ده وإيه مرجعيته والخبرة الحياتية اللي عنده تخليه يقول كده؟
كل شخص هو نتاج بيئة معينة نشأ فيها وظروف اتعرض لها.. وكل شخص مختلف تماما عن الآخر، رأي غيرك ليس ملكك لتشكيله، وشخصيته عليك تقبلها واحترامها كمان.. وإلا خد الباب في ايدك!

اذا كنت شايف مثلا ان اسلوب شخص حاد على الفيسبوك، انت حكمت عليه انه حاد الرأي وغليظ الرقبة، طب ما الشخص ده ممكن يكون طيب جدا لو اتعاملت معاه في الحقيقة، بس هو غيور مثلا على مواقف معينة شايفها حواليه ونفسه يغيرها؟ مش يمكن بيحب شغله زيادة مثلا فبينتقد السلبيات اللي فيه عشان عايزه يبقى أحسن شغل؟ مش يمكن هو عنده خبرة معينة؟ مش يمكن هو حاد أصلا بس هو حلو كده زي ما هو؟

اذا كنت مش عاجبك رأي حد من الناحية السياسية مثلا، مش يمكن هو ماتعلمش كفاية زيك؟ أو العكس، مش يمكن هو يعرف حاجات انت ماتعرفهاش في ادارة الشئون السياسية؟ ازاي وصل بينا الحال اننا بنخون بعض ونزايد على بعض عشان فلان مانتخبش الشخص اللي انا عايزه ينتخبه؟ ازاي اصلا نتجرأ ونقول لحد انت لازم تنتخب فلان ولو ماعملتش كده ماعرفكش تاني؟

اذا كنت شايف أي حد "مزودها" في أي حاجة، اسأله الأول قبل ما تقولله انت "كذا".. وفي الآخر، كل شخص حر، ورأيه وتوجهاته في الحياة مش ملكك عشان تتحكم فيها. في خط رفيع جدا بين النصح وبين انك تعدل ع اللي حواليك.. وفي خط تخين جدا بين احترام الآخر والاختلاف معاه، وبين حكمك عليه وانت مش عارف حاجة عنه...

هاختم بمقولة غاندي: " في البدء يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك، ثم تنتصر"


Tuesday, November 20, 2012

اذهبوا عني يا فاعلي الإثم - الجزء الثالث: ازدواجية المعايير



"ليس كل من يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات.
كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب! أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟
فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم" (مت21:7-23)


 ازدواجية المعايير: المحبة والكراهية، الإيمان والخوف، والرجاء والقلق
" أما الآن فيثبتالإيمان والرجاء والمحبة" (1كو 13:13)

لاحظت في أوقات كتير إننا، وخصوصا كخدام، بنقول حاجة ونعمل أو نفكر أو نقول عكسها.
وخصوصا بعد الثورة، لقيت مبادىء روحية كتير بنناقضها في حياتنا العملية والاجتماعية، وده أحزنني جدا، ازاي نبقى بنعلّم ما لا نمارسه؟! فاقد الشيء لا يعطيه، وده بيخلي الكتاب المقدس كلام غير عامل وفعّال في حياتنا للأسف الشديد، وبيأثر بالسلب في روح الخدمة والمخدوم من غير ما نشعر.

أولا: المحبة والكراهية:

"أحبوا أعدائكم.. صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم" (مت 44:5)
وفي اصحاح كامل عن المحبة: (1  كورنثوس 13) "إن كنت أتكلم بالسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن او صنجا يرن"
عمرك قلت: "ربنا ياخد الاخوان والسلفيين دول ونستريح منهم" ؟
عمرك حسيت ان نفسك تنتقم من حد؟
عمرك اتمنيت إن حاجة وحشة تحصل لأي بشر في الدنيا، حتى لو أساء إليك؟
عمرك قلت على ناس دول يستاهلوا يموتوا وشمتت فيهم؟
عمرك حسيت بشماتة لوقوع أي شخص في ضيق؟

لو أي حاجة من اللي فاتوا دول حصلت، سامحني لو قلتلك إن انت ينطبق عليك ازدواجية المعايير في المحبة.

أضعف الإيمان انك تحب الناس.. الأحسن انك تصليلهم وتغفر ليهم وتسامح تصرفاتهم.
عمرك صليت وطلبت المغفرة  للي خربوا وهدوا كنايس الماريناب والعمرانية وغيرها ؟
عمرك صليت وطلبت المغفرة للي قتلوا الشباب في مواقع كتير زي ماسبيرو؟

مش باكلمك كلام مثالي أو باقولك حاجة تخلي شكلي حلو قدامك، أنا باتكلم من الكتاب المقدس، وصايا مباشرة مايختلفش في تفسيرها اتنين.
مش باقولك لا تطالب بتطبيق القانون، لكن لا تحمل ضغائن في قلبك، ولازم دايما تصلي إن ربنا ينور طريق الطاغي والقاتل والمعتدي عشان يبطل اللي بيعمله. أكيد ربنا هايجازي يهوذا حسب أعماله يهوذا، وقال عليه "كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد" (مر 21:14) لكن أكيد كان بيسامحه وبيحاول يصلح منه.

المحبة هي الصلاة لأجل الآخرين، اعطاء أعذار لأخطائهم ولو كانت جسيمة، المغفرة للأعداء، المحبة الغير مشروطة تجاه الانسانية جميعها. 
المحبة مش التنازل عن الحقوق، السيد المسيح قال "لماذا تضربني" (يو 18 : 23) ، بولس طالب بحقوقه كمواطن روماني (أعمال 22)، لكن المحبة هي أن تكون روح ونعمة الله وكلمته للآخرين. أن تكون نوراً للعالم، أن تكون الملح الذي لا يمكن الاستغناء عنه.

لذلك، ماينفعش تتكلم عن المحبة وانت مش بتحتمل غيرك المختلف عنك أو المسيء إليك ! 



ثانياً: الإيمان والخوف:

الخوف بيظهر في كتير من أفعالنا وبيتحول أحيانا لمرض يسيطر علينا وعلى تفكيرنا. أحيانا عند بعض الناس بالاقي خوف غير مبرر مثلا من الإسلاميين أو من النزول للشوارع والاختلاط بالمجتمع.
مش متخيلة إن المفروض ننسى وعود ربنا اللي عشنا بيها كل السنين دي
"هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها ؟ حتى هؤلاء ينسين، وأنا لا أنساك " (اشعياء 15:4)
" تشدد وتشجع! لا ترهب ولا ترتعب لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب" (يشوع 9:1)
"أبواب الجحيم لن تقوى عليها" (متى 16:18)
وغيرها وغيرها كتير!!

هل انت شايف ان دي أوحش عصور الكنيسة أو البلد مروا بيها؟ لا! كان في أوحش، وكان في اضطهاد أكثر، والبلد كانت أفقر، وربنا خرجنا من كل ده وخلانا عايشين، كمصريين، وكمسيحيين!
طب قلقانين ليه بقى؟ خايفين ليه من كل حاجة؟ رعب وعدم شجاعة وعدم قدرة على المواجهة وهروب من اتخاذ مواقف وطنية منصفة لحقوق البشر بسبب "الخوف"... ولا كأننا سمعنا عن الإيمان قبل كدة.

اوعى تنزل، اوعى تروح، اوعى تلبس صليب، البسي ايشارب على راسك وانتي نازلة، ماتعديش جنب المظاهرات، ماتروحش هنا، ماتعملش، ماتكتبش حاجة ع الفيسبوك... كلها مظاهر خوف ومحاولات انك تتحكم في تصرفات غيرك بحجة انك خايف عليه، طب فكرت تتكل على ربنا وتسلم له الأمر وتعيش بقوة وتكون فعال في مجتمعك وتشوف عمل ربنا في حياتك وفي كل خطوة بتتخذها، وازاي رينا هايخليك قدوة لغيرك ويديك نعمة في عينيهم؟ وازاي أصلا الخوف ده موجود في حياتك وتنزل تاني يوم تتكلم في الخدمة عن ان كلمة لا تخافوا ذكرت مش عارف كام مرة في الكتاب المقدس! 

ده واجبك أصلا انك تكون شخص قوي وعندك ثقة وتنصف المظلوم وتدافع عن حقوق الناس "انقذ المظلوم من يد الظالم ولا تكن صغير النفس في القضاء" (سيراخ 9:4). واجبك انك تكون شجاع، تكون نور العالم، والنور بيتحط ع المنارة عشان ينور للناس كلها!

ماتخافش على عيالك أكتر من اللازم، ماتخافش لدرجة انك ماتخليهومش ينزلوا مدارس الأحد وتحرمهم من القداس، انت أكيد مش هاتخاف عليهم أكتر من اللي خلقهم، وأكيد خوفك المَرَضي مش هايعلمهم فضيلة الإيمان اللي ربنا عايزها منهم. "بل شعور رؤوسكم أيضا جميعها محصاة. فلا تخافوا!" (لوقا 7:12)

ثالثا: الرجاء والقلق:

قد تكون من أصعب الفضائل اللي أنا شخصيا شايفة تحدي كبير في اكتسابها.
التحدي يكمن في إنك تكون شخص مرتبط جدا بربنا وتسلم له حياتك من غير قلق ع المستقبل، وفي نفس الوقت تبقى عندك دايما رؤية لقدام ومتحمس انك تقاوم الغلط وتصلح وتمشي في طرق صعبة للوصول لهدفك. تحديد الهدف في حد ذاته صعب، وإنك تفضل حاطه قصاد عينيك وفي نفس الوقت ماتقلقش!

بس تخيل مارمرقس، وهو شاب وجاي اسكندرية يبشر، هل كان يعرف إن ربنا هايستخدمه في إنه يكون الكاروز العظيم للديار المصرية؟ ويخلد اسمه من جيل إلي جيل ويكون البطريرك خليفته هو؟

المشكلة إننا بننسى، والاكتئاب واليأس والقلق بيتحولوا لنشيد حياتنا اليومي، في حين انهم اصلا خطية لأنهم فقدان لرجاء عمل الله في حياتنا. "بل نفتخر أيضا في الضيقات، عالمين أن الضيق ينشئ صبرا، والصبر تزكية،  والتزكية رجاء، والرجاء لا يُخْزِي، لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا." (رومية 5: 3-5)

كتير من الناس شايف حياته وحشة وعايز يغيرها. طب ما يوسف كانت حياته سيئة جدا، بس مافقدش رجاءه، مافقدش احساسه باستخدام ربنا ليه، وماسابش ربنا في أي وقت، وربنا حتى في السجن اداله نعمه في عينين رئيس السجن (تكوين 39:21) وطلع الخير على إيده في الوقت المناسب. الأحلى في قصة يوسف مش انه بقى عظيم في أرض مصر، لكن إن ربنا استخدمه لخلاص آخرين. وهو ده رجائنا، أن نكون سبب في خلاص الناس، مش اننا نكون عظماء على الأرض " لأنه لاستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم" (تكوين 5:45). ولذلك، اطلب من ربنا دايماً انه يستخدمك في شدتك وضيقك انك تكون سبب في بركة وتعزية للآخرين: "مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح ابو الرافة وإله كل تعزية. الذي يعزينا في كل ضيقتنا حتى نستطيع ان نعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله" (2 كو 1: 4،3).

ثق تماما ان ربنا اللي خلق الكون كله، مش هايسيبك أبدا تقع من غير ما يقومك، ولأنه وعد انك لو اتكلت عليه هايرشدك دايما للأحسن، يبقى ماينفعش القلق يسيطر على حياتنا أبدا. "سلم للرب طريقك و اتكل عليه وهو يجري" (مزمور 6:37)

الرجاء هو علاج مشاكل كتير جدا في حياتنا اليومية. بتتعرف على الرجاء كل ما تواجه مشكلة وتحس ان الأبواب اتقفلت، فتبدأ تتعلم ان ربنا يديك "بابا مفتوحا ولا يستطيع أحد أن يغلقه" (رؤيا 8:3) ولذلك، أنصح بقراءة كتاب "حياة الرجاء" لقداسة البابا شنودة.

ربنا يدينا إيمان ورجاء ومحبة في حياتنا دايما.. 

Thursday, November 15, 2012

اذهبوا عني يا فاعلي الإثم - الجزء الثاني: الغيبيات




"ليس كل من يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات.
كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب! أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟

الغيبيات: شفت النور اللي في السما؟

لا ماشفتش النور عشان انا مش باصدق أي حاجة اسمعها.. ومايهمنيش أخد من الزيت لأن مش شرط يكون معجزة من الأساس ولأني لما أبقى شبعانة بالمسيح مش هاحتاج ولا نور ولا زيت ولا حمامة بيضاء ولا خيارة فيها بذر على شكل صليب !

في الوراق (اللي مش متأكدة من ظهور الست العدرا فيها فعلا بعد ألاعيب ممكنة من أكتر من طرف)، أنا رحت شخصيا وشفت غراب على القبة (غراب وصورته عشان كنت متأكده من اللي هايحصل) الساعة 5 الصبح ومانمتش نهائيا طول الوقت.. نزلت الصبح القداس، لقيت الناس بتحكي عن ظهور حمام على القبة الساعة 5.. سبحان الله... لا تعليق!

طبعا في ناس كتير سمعت عن الخميرة المعجزية اللي قالك تخبز منها ايه وتودي منها لكام بيت وبعدين يحصل لك معجزة، او انك تبعت رسالة أو تصور ورقة 10 مرات ولو ماعملتش كده هايجيلك مصيبة (الله غير  مُجَرَّبٍ بالشرور – يعقوب 13:1 ). طبعاً كل ده خزعبلات ولو انت ماكنتش تعرف أديك عرفت عشان الكلام ده ضد الكتاب المقدس والإيمان الحقيقي.

الغيبيات هي انك تبدأ تبعد عن الإيمان الأساسي وتبدأ تصدق وتجري ورا الخزعبلات وتنسى ان الإيمان هو الأساس لأن "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا إلى هناك فينتقل" (مت 20:17) وطبعا ممكن نعد نحكي هنا عن معجزات كتير زي نقل جبل المقطم، وعن القصة الشهيرة عن الأنبا بيشوي لما الرهبان أسرعوا يشوفوا السيد المسيح وماحدش شافه غير الأنبا بيشوي لأنه شاله...


في فرق بين انك تكون عقلاني وتحكم عقلك في كل اللي تشوفه وماتصدقش أي كلام من أي حد، وبين انك تكون مؤمن بالمعجزات وبقدسية القديسين وغيره. مثلا أنا مؤمنة بظهور الست العذراء في الزيتون، ومؤمنه بإن المياه اللي عندي  من دير الأنبا أنطونيوس وبير القديس أبسخيرون القليني وشايلاها من سنين ماعفنتش ولا اتغير ريحتها، لأنها مقدسة. لكن أنا شخصيا مش ممكن أبدا أزق أي حد أو افقد سلامي عشان أحصل على المياه دي، لأن الحصول على البركة شيء يضيف لمحبتك لله وعلاقتك به ولا يؤسسها. اللي بيأسس محبتك لربنا ويباركك فعلا هي انك تكون عايش مع ربنا! كلام بسيط ولكن صعب التنفيذ في الحقيقة.
يعني في آيات كتير جدا جدا بتثبت لك انك لما تؤمن بربنا ويكون عندك رجاء وتصلي وتسلم له حياتك، هاتطلب وتنول.. طب أنا بعد كل ده أروح أجري ورا الزيت اللي بينزل ماعرفش فين؟؟

المشكلة بقى دلوقتي كمان ان بقى في تجارة بالغيبيات.. تخيل لما يبقى البابا شنودة متنيح من أقل من سنة ونزل كتب بأجزاء وسلاسل عن معجزاته، سي ديهات وصور وميداليات وكوبايات وحاجة تكسف! انتوا بتضحكوا على نفسكم ولا بتضحكوا الناس عليكم؟ هو البابا شنودة محتاج ده عشان نثبت قدسيته؟

بلاش.. هو كل القديسين بتعمل معجزات؟ طب هو اللي بيعمل معجزات كلهم قديسين؟ طب هو أصلا إيه اكبر معجزة بتحصل في حياتنا يوميا واحنا بنبقى ساندين راسنا ع الدكة في الكنيسة؟ طبعا هي تحول الخبز والخمر لجسد ودم السيد المسيح في القداس الإلهي.. أيوة وبتسجد ساعة حلول الروح القدس وتنام وتصحى ع القسمة، ومفيش مانع انك تنام في المجمع اللي بيتذكر فيه نفس أسامي القديسين اللي انت بتروح تضرب غيرك عشان تاخد بركتهم في الأديرة..

البابا شنودة شخصيا مرة قال ان أي حد عايز يلم فلوس يقول الصورة دي بتنزل زيت... طب تصدقني لو قلتلك إن الناس اللي فعلا بتعمل معجزات مش بيُظهروا نفسهم، و اللي عنده صورة بتنزل زيت مش هايتاجر بيها سواء للحصول على فلوس أو لمجد من الناس؟

ومن ناحية تانية، هل انت علاقتك بربنا هي علاقة هات وخد؟ يعني انت عايز معجزة أو حل لمشكلتك؟ طب ليه ماتكونش اصلا علاقتك بربنا انك تتكلم معاه؟ "تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك" (مزمور 4:37) ساعتها فعلا انت مش هاتحتاج أي غيبيات عشان ربنا هايكون عايش جواك ببساطة ومن غير تعقيدات!

ازاي طيب أعرف المعجزة من الخزعبلات؟ ببساطة كل اللي بيحصل خزعبلات إلي أن يثبت العكس!

طب احنا هانعيش من غير ما العدرا تظهر يعني؟ طب وانت عايز العدرا تظهر ليه؟ مش المسيح عندك ع المذبح وجواك؟؟ طب لو العدرا ظهرت ده هايدخلك السماء يعني؟ وانت ايه هدفك اصلا: انك تشوف العدرا ولا تدخل السماء؟ هدفي: ادخل السماء.. هل هاتدخل السماء بأعمالك وإيمانك ولا بالخزعبلات المريضة دي؟
الإجابة واضحة.. ! إذا، اعمل دايما الحاجات اللي تدخلك السماء..


اذهبوا عني يا فاعلي الإثم - الجزء الأول: العبادة الشكلية



"ليس كل من يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات.
كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب! أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟
فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم" (مت21:7-23)



العبادة الشكلية: التزاحم والـ"مسخرة" في الأماكن المقدسة

هاتكلم النهاردة على أحد مظاهر العبادات الشكلية عشان لسة جاية من الدير وشفت ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن...
وهاتكلم لأسباب رئيسية ومنها :
"غيرة بيتك اكلتني"  (مزمور 9:69)
"يارب، أحببت محل بيتك وموضع مسكن مجدك" (مزمور 8:26)

نتعلم إيه من زيارات الأديرة في الإجازات والزحمة؟ إلي جانب اننا همج – (وده عائد على الشعب كله الحمدلله) ؟

هل ممكن نمّوت بعض عشان البركة. أه طبعا! أنا عايز أخد بركة فممكن أدهس وأزق وأعلي صوتي واتخانق.. عشان أخد البركة.. انهي بركة دي؟؟؟
ايه كمية الغجرية والهمجية اللي احنا فيها دي؟ وايه عدم النظافة اللي احنا عايشين فيها دي؟  

ازاي متخيلين اننا ممكن ناخد بركة بسلوكنا ده بالطريقة دي؟ واحنا مفيش اي محبة في قلوبنا أو خشوع أو احترام لغيرنا أو للمكان اللي احنا فيه؟
يا ترى متخيل حجم الكارثة لما حد يموت وهو رايح يزور دير - زي ما حصل بعد نياحة البابا؟
ويا ترى سألت نفسك ليه أي حد ممكن يتسبب في موت أبرياء وهو رايح كل اللي في نيته انه ياخد بركة؟( أو يمكن في نيته يتفسح ماهي أصلها بقت نزهة!)

لـــــــــيـــــــه؟؟؟
ليه؟ عشان عباداتنا شكلية.. " لأن هذا الشعب قد اقترب إلي بفمه، وأكرمني بشفتيه، وأما قلبه فَأَبْعَدَهُ عني " (أشعياء 13:29)
ليه؟ عشان احنا بقينا " قبور مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة " (متى 23 : 27)
ليه؟ عشان بقينا فاترين، حرفيين في الخدمة.. "أنا مزمع أن أتقيأك من فمي" (رؤيا 16:3)
ليه؟ عشان مفيش محبة!
ليه؟ عشان بنركز في خدمة الكشافة والكورال والمؤتمرات والرحلات والمعارض والماعرفش ايه وسايبين التعليم والقلوب! (مع احترامي لكل الأنشطة والخدمات دي بس في أساس مش مبني صح!)
ليه؟ عشان كل واحد مننا فاكر نفسه متعلم وصح ومش عايز يتعلم ولا يسمع!

وهي البركة دي هاتفيده في إيه بقى بعد كل اللي ذكرته ده؟؟!

 اللي فات ده معثر بشدة، وهو في الأساس مسئولية كل الخدام من أول كل الاكليروس لغاية اصغر خادم في حضانة..
هاتجنن فعلا وعمالة اسأل نفسي: هو احنا بنروح الكنيسة نخدم مين ونقول ايه؟ احنا بنعلم مين وبنتعلم ايه؟
مسئولية الخدام هي التعليم، والوعية، والتنوير، أن يكونوا قدوة... وفي نفس الوقت يكونوا جسر يعدي عليه المخدوم لربنا، وفي نفس الوقت مايبعدهوش  عن ربنا من كتر التشدد والحرفية..

أيوة باقول انها مسئولية الخدام بدون أي حرج! أكره جدا لما أسمع الناس بتقول على خادم (سواء كاهن أو لا) أنه شديد لمجرد انه بينصح أو بيعلم الناس..! احنا وصلنا لمرحلة الحضيض لما الناس النهاردة بتزعق في رهبان دير أبو مقار عشان الرهبان عايزين ينظموا الناس، ومش عارفين يعيشوا أو يتنفسوا أصلا!  

فين النظام؟ فين أساسا الوعي عشان أكون أنا شخص منظم؟
الناس فاكرة إن الوداعة هي إنك مايطلعلكش صوت، انما الوداعة هي انك تحترم المواقف اللي انت فيها وتحترم هيبتها وقدسيتها وتكون شبه الست العدرا كدة في تصرفاتها المتأنية والراقية!
أيوة دي مسئولية الخدام عشان احنا لو خدام حاسين بوحود ربنا في حياتنا وأماكننا المقدسة، كان المخدوم حس!   
 مسئولية الخادم انه يكون زي السيد المسيح عارف امتى يوبخ ويعلم وامتى يشفي ويقبل الأخطاء.. امتى يطرد الباعة من الهيكل وامتى يقول أنا هادخل بيت زكا الخاطيء! 

  "الله لا يريد شكليات العبادة، أو مجرد ترديد ألفاظ، الله لا يريد من يكرمونه بالشفاه فقط والقلب مبتعدًا بعيدًا، لكن الله يطلب القلب الخاضع لإرادته." (المصدر)
"يا ابني أعطني قلبك" (أم 23:26 ) وبالتالي ربنا مش مستني منك أي حاجة غير "قلبك" يكون معاه.. تفتكر لو قلبك معاه، هايكون في مظهرية في عبادتك أو خدمتك؟   


نحتاج لرقي، وداعة، محبة.. نحتاج للتمثل بالله، كأولاد أحباء (أفسس 1:5)
نحتاج أن نتغير، أن ننمو في معرفة الله "تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" (رومية 2:12)

الناس بتتزاحم بدرجة توصل للأذى الجسدي عشان تشتري صورة في المكتبة أو تأخد بركة قديس، فعلا؟!؟! يا وجع قلبي!
 بالأولى نتهافت على مذبح الله وجسده ودمه، مثلما نتهافت على نوال البركة من رجال وعبيد الله القديسين، بالأحرى أكثر كمان!
سامحوني وصلوا لأجل الخدمة