Friday, March 14, 2014

اقعد ع الكنبة وسيب ربنا يتصرف

اقعد يا حبيبي ع الكنبة طول عمرك ماتتعتعش.. ايوة كده

استنى ربنا ، هو مش بيسيب ولاده وبياخد منهم حاجة وحشة ويديهم حاجة احسن منها وبيرسملهم مستقبلهم وكل اللي انت عايزه و  "اكتب احلامك بالقلم الرصاص والحلو ربنا هايكتبهولك بالجاف والوحش هايمسحهولك"   (بوستات الفيسبوك الملزقة دي)..
اهم حاجة اوعى تتحرك من مكانك ولا تبذل اي مجهود ولا تمشي ربع متر حتى، ربنا مش بيحب ولاده يتعبوا خالص

ربنا حسب الكلام ده بيحب الناس الكسلانة، ولا ايه؟ مش هو بيرسم مستقبلك ويعملك كل حاجة؟

 الحقيقة المرة للأسف: إن ربنا مش هايديك حاجة انت عمرك ما تعبت عشان توصل لها ، بمناسبة ايه يعني يديهالك؟ ما تتلحلح شوية وتتعب ولا هو غيرك اللي وصلوا دول جالهم اللي عايزينه على طبق من فضة؟ مش يونان كان لازم يتعب ويسافر ويروح نينوى عشان ينادي بالتوبة؟ مش المسيح نفسه كان لازم يهرب من أرض مصر ويتعب عشان يحمي نفسه من الموت بطريقة بشرية بدل ما يبوظ خطة الخلاص ويحمي نفسه بطريقة إلهية معجزية وملايكة تشق السما ونور ونار وكده؟  

في فرق بين حياة التسليم (تقبل المشاكل والعقبات اللي بتأجل احلامك، وإنك تكون في سلام داخلي مع النفس وسط كل ده و ف معافرتك ف الدنيا) وحياة التواكل اللي انت مش بتعمل فيها حاجة ومستني المسيح يظهرلك أو الملاك يحرك المياه وبتتحجج ان في ناس كتير بتنط قبلك، وانت ولا مشلول ، ولا عندك مشكلة تخليك مش عارف تسعى للنط في البركة (اللي هي احلامك)

حضرتك كفاية تواكل... التوكل وتسليم الحياة لربنا مش مفهومها الكلام اللي كل يوم الناس بتنشره ع الفيسبوك عشان تواسي نفسها سواء على فشلها، أو سوء تصرف أدى إلي مشكلة ما مسببة ضيق وقلق، أو تجربة سببها خطية، أو تجربة فعلا من ربنا والإنسان مالهوش دخل فيها... والحالة الأخيرة دي اللي ممكن بس تقول إن ربنا صانع خيرات ومش بيسيب ولاده وإن نسيت الأم رضيعها أنا لا أنساك وغيره.




 مشكلة كبيرة لما تستخدم مفاهيم حنية ربنا ورعايته ليك بطريقة غلط بره سياقها وتعوج الكلام عشان تواسي نفسك وتثبت انك صح وربنا هو اللي عنده الحل وهو السبب ف كل المشاكل اللي انت مش عارف تتصرف فيها... وبهذه المناسبة أحب أقولك عزيزي المأنتخ، ربنا مش الشماعة اللي تعلق عليها فشلك وكسلك وجهلك وسوء اختيارك وسوء استخدامك للحرية اللي هو خلقك بيها

ربنا خلقك حر، حتى ف الخطية انت حر تعملها أو لا، ولو كان عايز يحركك زي العروسة الماريونيت مكانش سابك تعمل خطية من الأول وتخليه يموت عشانك ...

ربنا مش بيسلبك حريتك ولا ارادتك ؛ انت  مش  مسير ومش خروف ، وفي ايات كتير في الكتاب المقدس فيها الكلام ده




مبادىء كتير لخصتها بالبلدي ف الكلمتين القليلين اللي فوق دول زي: مفهوم التجارب، حياة التسليم، مفهوم الحرية
اللي عايز يستفيض فيهم ممكن نتناقش


ادخل، جرب تصطاد، ارمي الشبكة، حاول حاول، وافضل حاول، لما ربنا يلاقيك مش بتيأس، ولا من خطية ولا من فشل ولا من غيره، هايديك حاجة كويسة فعلا، بس اتعب انت بس وركز انت عايز تصطاد ولا لا، يعني ركز انت هدفك ايه اساسا

بس أهم حاجة

اقعد ع الكنبة وسيب ربنا يتصرف
وابقى قابلني لو فلحت

Thursday, March 13, 2014

الإدارة والتخطيط في المؤسسة الكنسية – الجزء الأول: مشاكل وعقبات

الإدارة والتخطيط في المؤسسة الكنسية – الجزء الأول: مشاكل وعقبات

"ليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب"  (1 كو 14: 40)
  

مقدمة
يجب أن نفهم أن الكنيسة بالأساس كيان مثلها مثل أي كيان به أنشطة وأفراد يعملون، لذلك فيمكن وصفها بالـ "مؤسسة". بعيداً عن كون الكنيسة مكان عبادة وبيت الله، فهي منبر ومؤسسة دينية، ويتبعها مؤسسات إجتماعية، تحتاج لإدارة وموارد مادية وبشرية وغيره، وتحتاج في إدارتها إلي كوادر، ليسوا بالضرورة رجال دين فقط، ليحسنوا إدارتها.

دعوتنا إلي مؤسسة كنسية ذات إدارة سديدة وفكر منهجي مرتب هو ليس إلا محاولة لتنظيم الخدمة وتوظيف مواهب الخدام، وذلك لتشعّب المجالات بداخل الكنيسة من الناحية الدينية والإجتماعية أيضاً، مما يجعل الإدارة العشوائية الغير مدروسة تتسبب في نتائج كارثية وغضب شديد بين جماعة المؤمنين، مما يسبب عثرة وبُعد كثيرين عن الكنيسة.


أهمية الإدارة والتخطيط في الإطار الكنسي
الإدارة والتخطيط هي علوم إجتماعية، ويمكن القول أنها لا تقل أهمية عن الطب والهندسة بالنظر إلي الحركة العالمية الآن في المشروعات والوظائف بها. أن ندبر أمور ومشاريع في الكنيسة، مثلما دبر المسيح الفصح ودخوله أورشليم، هذا يعتبر نوع من أنواع التخطيط والإدارة وفي المصطلحات الحديثة events planning. ويوجد الأمثلة العديدة على التخطيط والترتيب في الكتاب المقدس، في بناء الهيكل وتنظيم الكرازة والتبشير وغيره "ليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب"  (1 كو 14: 40).

لماذا تحتاج الكنيسة إلي حسن إدارة وتخطيط؟ لأن الكنيسة مؤسسة ضخمة وتحتوي على العديد من الأنشطة على مستويات عديدة تبدأ من مواعيد القداسات ومدارس الأحد إلي مهرجان الكرازة الذي يشمل الآلاف على مستوى الجمهورية والعالم. لا يمكن أن ينجح عمل بدون تدبير وتخطيط وإدارة واعية لتحديات الزمن، لأن الكنيسة لا يمكن أن تنفصل عن المجتمع الذي تنشأ فيه، لذلك فالفوضى العامة خارج الكنيسة تستدعي أن نطالب ونعي أهمية التنسيق وتفويض المهام ومتابعتها في الأنشطة والمجالات المختلفة، حتى لا تتحول الكنيسة إلي مجرد مثال سيء في العشوائية مثلها مثل العديد - للأسف - من مؤسسات الدولة العامة والخاصة حالياً.



المشاكل والعقبات
للأسف نفتقر إلي التخطيط السليم والإدارة البناءة في مؤسسة الكنيسة والمؤسسات التابعة لها، لعدة أسباب ومشاكل، أحاول رصد البعض منها، وإن كانت كل نقطة تحتاج إلي مقال خاص لشرحها، وإن كانت كل هذه المشاكل تحتاج إلي سنوات عديدة لإصلاحها، لكن في نظري أن أهم خطوات الإصلاح تبدأ بالاعتراف بالمشكلة بالأساس ووضع اليد "على الجرح".

المشاكل التالية مرتبطة، بعضها مسبب أو نتيجة للأخر، لكنها في النهاية مشاكل موجودة في الفكر الإداري في الكنيسة، نراها من منظورين، المنظور الأول مشاكل دينية بسبب فهم معوج متوارث لتعاليم الكتاب، والمنظور الثاني مشاكل مجتمعية نرثها عن المجتمع الذي نعيش فيه.


أولا: المشاكل الدينية
-        رجل الدين قبل أن يكون خادم المذبح فهو بشر، يمكن مناقشته في قراراته الإدارية الخاصة بفكره الشخصي، لأنه ليس بالضرورة أن يكون إداري موهوب، قد يكون خادم وواعظ موهوب، ولكن يمكن أن يفتقر إلي التخطيط أو الإدارة لأنها ليست دائما صفات يقدرها مرشحو الرجال للرتب الكهنوتية، وتلك مشكلة في حد ذاتها. لذلك، فيجب أن يتم اختيار القيادات الدينية بحيث يكون لديهم حس قيادي وموهبة في الإدارة يمكن تنميتها من خلال محاضرات أو ممارسة وغيره.

-        الدعوة إلي عدم مناقشة قرارات أولي الأمر، مثل أمناء الخدمة، تحت اسطورة "ابن الطاعة تحل عليه البركة"، الجملة التي ليس لها أي منشأ في الكتاب المقدس، والخضوع والاتضاع، في خروج كامل عن السياق والمفهوم الكتابي، واقتضابه لخدمة المصلحة الشخصية وهدم موهبة القيادة وتنمية روح المذلة والتبعية بدون فهم وتفكير. أي قيادي له أتباع أو مساعدين ناقمين عليه ولا يتفقون مع قراراته يتسبب في خلل في منظومتهم أو نشاطهم حتى لو كان ذلك النشاط على مستوى صغير، مما ينعكس بالضرورة على المخدومين وجماعة المؤمنين في الكنيسة.

-        التواكل والتوكل: الله لن يعطيك شيئا لم تتعب لأجله، لذلك التواكل على الله في أن ينجح أي عمل، حتى لو كان خدمة بداخل الكنيسة، بدون أن تتعب في ترتيبه بصورة صحيحة يعتبر نوع من أنواع التواكل وليس التوكل على الله. التوكل الصحيح على الله يعني عمل مجتهد مرتب وصلاة لنجاح هذا العمل ووصول ثمره إلي أقصى حد ممكن، وليس صلاة وفوضى ومجهود غير موجه ومرتب ينتج عنه ثمر قليل بالمقارنة بالمجهود العشوائي الذي تم بذله دون تنسيق.


-        عدم حساب النفقة: المسيحيون يعملون بمبدأ "الكنيسة بيت ربنا سيبها على صاحبها" ومبدأ المجتمع المصري بصفة عامة في التواكل "سيبها على الله"، صحيح الله يدبر حياتنا، لكنه طلب منك أن تحسب نفقتك (لوقا 28:14). الله دائما يبارك في أعمال تسعى لمجد اسمه، لكنه يريدك إنسان ذو إرادة وفهم ومنطق، وقد خلق لك علوم مثل الرياضة والمحاسبة لتدبر وتحسب النفقة، لا يمكن أن تعطي أكثر مما تأخذ، لذلك أن تبدأ مشروعا يجب أن تضع تخيلاً لميزانيته، وأن تحاول ألا تتخطاها، وألا تنفق بزيادة على أشياء لا تفيد في نشاط ما لمجرد أن "فلوس ربنا فيها بركة وربنا بيبعت"، لأن الله أعطاك حرية قرار فيما توظف الأموال التي يأتمنك عليها، فكن أمينا، وفكر مرتين قبل الانفاق.


ثانيا: المشاكل المجتمعية 
-        نفتقر إلي اكتشاف المواهب وتنمية مواهب مختلفة وجديدة مثل مهارات القيادة، فنهتم بالرسم والرياضة وغيره، لكن موهبة القيادة نسيء فهمها أحيانا كتسلط وكبرياء ونحاول كسرها في الشباب بحجة أنهم معارضون ومسببو مشاكل، ولا نوظف مواهبهم القيادية توظيفا صحيحا.

-        توظيف مواهب الخدام والموارد البشرية موهبة في حد ذاتها، وجود خادم في غير موقعه مثل أن تضع مهندسا مكان طبيب، ليس كل الخدام يصلحون، وليس كل من يصلح في شيء يصلح في أخر، كل شخص له وزنة مختلفة ولا يمكن أن ينساق الكل في قطيع له نفس الصفات والقدرات، بل كما أن كل عضو في الجسد له وظيفة، كذلك كل شخص في جماعة المؤمنين (1كو 12).

-        الديكتاتورية لا تصنع ادارة ناجحة. لا نحتاج للاستطالة في هذه النقطة لأن الشخص الذي يتحكم في كل شيء بآرائه فقط، لا يمكن أن يقود مجموعة لها العديد من الأفكار المختلفة، ولا يتقبل التطور والنقاش، وإن تقبل، يظل الشخص مصّرا على رأيه لأنه يرى في نفسه عِلماً ودراية أكثر من الكل، فيعمل حسب ما يراه هو فقط في مصلحة الكنيسة، في حين أنه يدمر كوادر حوله، ويعثر كثيرين، وبالطبع لا يحسن التصرف في كل الأمور لأنه ليس على دراية بكل شيء، بل كما يحتاج الجسد إلي أعضائه، هكذا أيضا يحتاج كل قائد إلي مواهب من حوله الكل ليتمم عملا جماعيا ناجحا.

-        انعدام الشفافية في اتخاذ القرارات، بالطبع لا نطالب بنشر دفاتر حسابات الكنيسة السنوية على الشعب في مجلة المجتمع الكنسي! لكن مثلا أن يعلن متخذ القرار في الموقع القيادي لماذا اختار شخص ما لمهام معينة، أو يناقش مع زملائه في نفس الخدمة ما هي بنود ميزانية الخدمة هذا الشهر ويسأل عن امكانية إدارة الميزانية بأفضل طريقة وتوزيع الأولويات معا، حتى ولو على نطاق مادي ضيق ومحدود، ممارسة الشفافية ومشاركة اتخاذ القرارات مع المجموعة ينمي بالضرورة الثقة والمحبة والوفاق بينهم.

-        اختيار الكوادر عن طريق الوصولية والتقرب إلي القيادات والواسطة أو حتى الوراثة، فأمين الخدمة ابنه بالضرورة أمين خدمة، والشماس المرتل بالضرورة ابنه مثله أيضا، حتى لو الأبناء يفتقرون مواهب الآباء، ولكنه عُرف المجتمع!  يجب أن يكون اختيار الكوادر والقيادات بناء على مواهبهم وقدراتهم فقط لا غير، بغض النظر عن سنهم حتى، فنفتح المجال للشباب في أدوار قيادية ونستعين بذوي الخبرات الحديثة المبتكرة بدلا من أن يقود اجتماع الشباب أشخاص فوق سن ال60 مثلا! مع كامل احترامنا للجميع.

-        ارتباطا باختبار الكوادر، يجب انتخاب القيادات والمسئولين عن الأنشطة والخدمات الكنيسة مثل أمناء الخدمة ومديري مستشفيات وحضانات الكنيسة وغيرها، اتاحة فرصة الترشح والاختيار الحر ومنع احتكار المناصب داخل الكنيسة، ومسائلة كل ذو منصب أو مسئولية، وجواز ابعادهم عن مواقعهم في هدوء إذا أثبتوا عدم كفائتهم في مهامهم.

ختاما
الكنيسة كمؤسسة تحتاج إلي إدارة مستنيرة تجذب الجميع للهدف، فيسعون نحو الله دون عوائق وعثرات يتسبب فيها مخدومي الكلمة والبيت وليس صاحب البيت نفسه. كم من خدمات فشلت بسبب سوء الإدارة والخلافات، وكم من خدمات ناجحة يمكن أن تدار بنصف المجهود إذا تعلم القائمون عليها فن الإدارة والقيادة والتخطيط. وأخيرا، كم من أشخاص ابتعدوا عن الكنيسة بسبب مشاكل إدارية بحتة؟