Monday, February 1, 2021

معضلة القبطي والألحان اللي مزعلة الناس من زمان

معضلة القبطي والألحان اللي مزعلة الناس من زمان
هانقسم معضلة القبطي والألحان إلي نقطتين:

1 - مظهرية العبادة والمنظرة في الميكروفونات

الشمامسة عندهم مشكلة والمشكلة دي مش عشان الألحان، دي مشكلة داخلية في رغبة المجموعات دي في الظهور والجعير والنشاذ، لدرجة إن اللي بيصلي بروحانية بقى هو ده المتفرد فيهم لأن العادي بقى إن كل من اقترب من الميكروفون فهو اقترب لينفرنا.
بالتالي المشكلة عند الشمامسة أكبر بكتير من الألحان والقبطي، دول لو جابولهم يقولوا ترنيمة "ما أحلى أن نجتمع معا" هايفضلوا برضه يحطوا عُرب في اللحن وماحدش هايعرف يقول معاهم وهايصحوا الميتين اللي تحت الأرض.
ياما اتكلمنا إن الشمامسة محتاجين تدريب صوت وأداء، إلي جانب حزم شديد في مين اللي يمسك الميكروفون عشان مايطرشناش، يعني الميكروفون مش مجاملة، مش واسطة، مش منظرة.
احنا بنحب العبادة المظهرية والظهور ودي المشكلة، مش المشكلة في الألحان.
أنا كنت بافرغ شرايط صلاة من التمانينات والتسعينات، وكلها مبوظها جعير الشمامسة لدرجة ان في قداسات بالكامل مش طالع فيها غير نشاذ وحزق وسرسعة.
أتمنى النقطة دي تكون وضحت.


2 - المحتوى المقدم في الألحان القبطية

كل واحد بيقابل ربنا بطريقة معينة. لو حد بيحب الترانيم يتفضل، حد بيحب القراءة في سير القديسين يتفضل. كل واحد بيشوف ربنا بطريقته وباسلوبه. هل كل ما لا نفهمه نلغيه؟ هل كل ما يختلف عن طريقتنا في مقابلة ربنا نمنع غيرنا منه؟
لو احنا صلحنا النقطة 1 واهتمينا بالتعليم مش هاتكون القبطيات لوغاريتمات، إلي جانب اننا لازم نبطل التكرار الممل في الصلاة، يعني مش لازم نقول المزمور الحزايني خمسين ألف مرة في اليوم، ممكن مرتين مثلا باللحن الطويل ومرة دمج، الخ.
كمان لازم نتعامل بطريقة حكيمة مع الألحان اللي نوتتها الموسيقية مش مستساغة. زي مثلا البولس الفرايحي الكبير، ده لحن طويــــل مالهوش أي أهمية في حياتي وده رأيي الخاص، بس نلغيه يعني نقتله؟ لا ممكن نقول حتة بسيطة، ممكن يتقال بصوت ألطف، ممكن يتقال في التلفزيون واليوتيوب بس مش لازم قداس العيد.. الخ.
طبعا ناس كتير اتكلمت عن أهمية التراث والحفاظ عليه وكل الكلام الحلو ده، ومش حابة أكرره. بس أنا هاقولكم حاجة أثرت فيا ولمستها. في درس قبطي باديه اسبوعيا أونلاين لمتحدثي الانجليزية، ودرس كمان لمدارس الأحد. في ولد عنده 6 سنين بيقعد مع ناس عندها 30 سنة وبيقرا الحروف أشطر منهم، وبيفتح الكاميرا ويقعد يطلب ويسأل ومش هو بس، معاه زمايله اللي عندهم 10 سنين اللي قاعدين وماحدش قاعد جنبهم. العيال دي عايزة تتعلم نقولها شكرا مع السلامة؟
في ولاد في مدارس الأحد مش أقباط يعني لا ينتموا للكنيسة المصرية زي الأثيوبيين والأريتريين، الولاد دي بتسمّع الألحان والحروف أحسن من الولاد المصريين، مجتهدين ومبسوطين باللي بيعملوه. نقولهم معلش أصل احنا قررنا نعلمكم ترنيمة من الكنيسة الانجليكانية عشان دي الترانيم الانجليزي الموجودة عندنا؟

نهايته، سيبوا كل اللي عايز يتعلم يتعلم، واللي عايز يمارس يمارس. لكن الليتورجية محتاجة شغل أكبر من اللغة والموسيقى، الصلاة محتاج ناس قريبة من ربنا تقرب غيرها مش تبعدهم بالميكروفونات.

مش لازم الناس تكون بتحب المزيكا والألحان عشان تعرف تصلي، بس لازم الناس اللي بتصلي تكون بتحب ربنا قبل نفسها.