Monday, December 9, 2024

كنيسة برمنجهام والأطفال.. كلاكيت المرة العاشرة

 "ومن أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر." (مت 18: 6).

قد تبدو لك أنها لعبة أطفال عادية يا عزيزي.. لكن انتظر المفاجأة...

كل يوم أحد أقعد أعبي شنطة مليانة لعب وأكل عشان بنتي ف الكنيسة تتلهي.
لأن طبعا كلنا عارفين إن الواحد بيروح كنيسة برمنجهام مش عارف الخناقة مع مين النهاردة عشان يكتموا العيال والأمهات.

الاسبوع اللي فات أرشيذياكون من العواجيز اللي بيشخطوا دول قال لناس يطلعوا بره بنتهم بس كانت "بتتحرك" ف مكانها.

المهم، بعد جولة الخناقة مع أحد الاكليروس من سنتين (انظر هنا)، بقيت أروح كل اسبوع معايا حاجات كتير متنوعة عن الاسبوع اللي قبله عشان بنتي تلعب بيها.

الاسبوع ده اخدت العربية دي.
فملوك النظام محبي الصلاة والهدوء والجو الروحاني، قديسين برية شيهيت، كواكب بستان الرهبان، انزعجوا من صوت عجل عربية الليجو المصورة أعلاه.
أه صدقني زمبقولك كدة، صوت عجل عربية لعبة تسبب في خناقة.

يعني المشكلة مش اننا مابنعملش قداسات للأطفال وبنكوم الناس ف قداس واحد فقط يوم الأحد؟ مش ف انعدام الافتقاد وقلة الخدمات وهروب الناس من الكنيسة وخصوصا الشباب؟ لا، المشكلة ف عجل عربية بنتي.

كنيسة فيها مئات الناس بيتعمل لهم قداس واحد يوم الأحد متكربسين في مكان كله سيراميك مفيش سجاد ولا كراسي خشب ولا حاجة بتمتص الصوت، المفروض العيال تقعد حاطة جزمة في بقها؟ النفس اللي هايطلع من كل فرد هايعمل صوت لأن الكنيسة مش مجهزة ومش متصممة صح. 

الكنيسة مسئوليتها تخدم العيال قبل الخناشير اللي عايزين الكنيسة ليهم هما بس وبيعملوا علينا شرطة مدرسية جوا الكنايس. الكنيسة كمان مسئوليتها ماتطردناش بره، مسئوليتها انها ماتزيحش الحاجات اللي مفروض يعملوها علينا. يعني لو الكنيسة مفروض تعمل قداس أطفال، مايجوش في قداس فيه ما لا يقل عن 100 طفل يقولوا أصل الكبار مش عارفين يصلوا (ياخي انشالله عنكم ما صليتم، ده انتوا ولا الكتبة والفريسيين).

طبعا ييجي الأشاوس يقولك ما العيال بتجري في الكنيسة، لا يا عزيزي، احنا مضروبين بالجزم في كنيسة برمنجهام والعيال بتقعد ساكتة فعلا. بس الكنيسة ميكروفوناتها واطية، وصدى الصوت بيرن. معرفش متوقين من العيال انها ماتقولش ماما مثلا لمدة ساعتين؟ مايقولوش ولا كلمة؟ مالكم يا جماعة انتوا ماكنتوش أطفال قبل كده ولا ايه؟
ييجي بعد كل ده قسيس يلوم الأمهات عشان العيال عاملة دوشة وهو مش شايف ان الدوشة جاية من الزحمة، قلة التجهزيات في المكان، سوء التصميم، سوء الخدمة، ضيق الصدور، قلة الأدب، وسوء الادارة. 

نهايته، هو الواحد مابقاش عارف يقول ايه غير انه يلعن اليوم اللي خلاه مضطر يروح كنيسة برمنجهام دي.
كفرتوا سيئاتنا ياخواننا. أشوفكم في لجة البحر بقى.

للمزيد من الصولات والجولات عن الموضوع ده، انظر الرابط ده عن كنيسة برمنجهام

Thursday, July 11, 2024

من يطهر الإرث الإجرامي لمدرسة المرقسية؟

تحذير: محتوى عنف جسدي.

في ناس كتير لما بتخلص من مرحلة ما في حياتها بتنساها. بس أنا عكس كدة، طول الوقت بافكر وباتأمل ايه الحاجات اللي ساعدت في تكويني وإيه أكتر مواقف أو أشخاص تسببوا ليا في مشاكل أو فرص كويسة. التدوينة دي تخليص حق، أو فش خلق، أو حتى اعتبروها أي جعجعة مش مشكلة.

المدرسة اللي درست فيها كان لها نصيب كبير من تكويني، وهو تكوين رافض تماما للعنف وخصوصا ضد الأطفال. اللي يعرفني عارف كويس مشكلتي مع ضرب أو حتى لمس الأطفال. ولو استوجب فانا باقف بجسمي قصاد أي حد بيعاقب طفل جسديا. لا أؤمن بأي نوع من العقاب الجسدي لأي انسان تحت أي ظرف.

أنا درست في مدرسة مشتركة اسمها المرقسية الخاصة لغات في الاسكندرية في الفترة من 1992-2002، وهي فترة حضانة لآخر اعدادي. المدرسة تتبع لحد دلوقتي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في اسكندرية. زي أي مدرسة كان في الكويس وكان في الوحش، لكن كان في وحش شوية زيادة مستمد من ثقافة المجتمع وقتها وعادات المدارس في ضرب الأطفال.

كان ليا "واسطة" بسبب أهلي إن ماحدش بيقدر يضربني، يعني مكانوش بيضربوني، عشان بيخافوا من أبويا، مش عشان هما بيحترموني يعني، لأن كلنا في نظرهم كنا أطفال تستحق العقاب. على كلامهم: السيئة تعم والحسنة تخص. والعقاب الجماعي كان أحيانا ينوبني منه ضربة أو شتيمة سريعة.

كنت طفلة متفوقة، فأنا أول طالبة تاخد مركز أول على مستوى المحافظة في تاريخ المدرسة، لما طلعت الأولى على ابتدائية اسكندرية 1999.

باحكي كل ده عشان عارفة الناس اللي هاتقول كلام زي: يعني كان في مدرسين كويسين، انتي بتظلمينا، المدرسة كانت كويسة معاكي، احنا ماعاملناكيش غير بكل ذوق، الخ.

تمام يا جماعة شكرا على المعاملة ال"خاصة" اللي خلتني بدل ماتضرب على مؤخرتي من مدرسة الانجليزي في اولى ابتدائي، اتفرج بس على الأطفال وهي بتتعجن على ضهرها ومؤخراتها بعصاية خشب تخينة.

المعاملة الخاصة دي كمان كان معناها ان لو في مدرس مش عارفني، بس شتمنا أو ضربنا كلنا، فأنا كنت باتضرب عادي.

المعاملة الخاصة مش معناها اني ماقفش في وش الغلط، لأن انا هأقف في صف المستضعفين، وأنا كمان من المستضعفين دول.

في نظري، الضرب مالهوش مبرر، تحت أي ظرف، لكن هما كان كل مبرراتهم في الضرب انه في ناس ماعملتش الواجب، أو ناس بتعمل شقاوة في الحصة.

كان في مرة مدرسة ألعاب دخلت الفصل حصة احتياطي، كنت مطلعة رجلي بره الديسك اللي هي موقفانا فيه، فقالتلي "اقفي زي اللي في رجلك"، أنا كطفلة حساسة جدا انهرت في العياط لأني اعتبرتها شتمتني اني جزمة. تاني يوم المدرسة دي اعتذرتلي قدام المدير. لكن ده مكانش حال باقي الطلبة.

في رابعة وخامسة ابتدائي كنت أول مرة أعمل اضراب عشان مدرسة الانجليزي كانت بتخلينا نكتب المنهج اللي بناخده كل يوم، يعني لو في يوم قرينا قصة، نروح البيت نكتب اللي قريناه مرتين. أي كلام تكتبه ع السبورة نروح البيت ننقشه تاني مرتين. في نظرها، ده كان التعليم، وكانت عاملانا مفتشين على بعض، فكانت بتخلي كام واحد يفتشوا على واجبات الفصل. فأنا بطلت اتفاعل في الفصل ولا أجاوب على أي حاجة حتى لو عارفة الاجابة، وبطلت أفتش لها على الواجب، وبطلت أكتبه. الست دي في نظر المدرسة كانت أشطر مدرسة انجليزي والطلبة اللي عندها كانوا أكتر ناس "محظوظين".

في مرة مدرسة ساينس مسكت واحد عجنته وهزقته عشان لابس الساعة في ايده اليمين. أنا تقريبا أكاد أجزم اني لحد دلوقتي مش فاهمة ايه مشكلتها مع الساعة في الايد اليمين وعايزة أقولها يا ميس "نون" أنا بالبس الساعة في ايدي اليمين دلوقتي تعالي اجري ورايا!

في مرة سألني مدرس مشهور بمسك "خرزانة" طويلة مبرومة بيلسوع بيها الرجلين والجسم، سألني في الحصة 4 * 7 كام، انا ماعرفتش في ساعتها، فهوشني كده من تحت على رجلي لأنه طبعا مكانش يقدر يضربني. لكن غيري كانوا "بيتمدوا" وبيتنادى عليهم في الميكروفون عشان ياخدوا العلقة.

جميع أنواع الضرب: بمساطر خشب، بخرزانات، بضوافر الستات. جميع طرق الضرب: لطش، أقلام، شلاليط، قرص، لحد الدم والانهيار. وجميع أنواع الاهانات والشتايم.

اللي أثار الجدل مؤخرا على المدرسة كان البوست ده اللي كتبته المدرسة، فأنا رديت في تعليق تم مسحه انه هل المدرسة عندها استعداد تعمل جروب ثيرابي للخريجين؟


ناس كتير ردت عليا، وناس كتير اتفاعلت مع البوست. ناس كتير حكت بلاوي، أكتر من "التفاهات" اللي باقولها هنا. وناس كتير تعليقاتها اتمسحت طبعا، منهم جوزي.

تعليقات ماتمسحتش:




وده لما اتمسحت الكومنتات أهو بتاعة الناس المعترضة زيي.



المدرسة فعلا قابلت حد من أصدقائنا المعترضين و"راضوه" ببعض من المعلشات و"احنا اتغيرنا".

وناس دلوقتي كتير عمالة تكلمني تقولي المدرسة اتغيرت واحنا عندنا ادارة شكلها معرفش ايه.

تعالوا نشوف التغيير: في بوست للكنيسة على فيسبوك، لحفلة كرم فيها البطرك خريجين المدرسة، كان في أوائل الصفوف قاعد ناس من جبابرة العصيان بتوع زمان، وطبعا موجودين من غير عصيانهم. طب لما هو في نظام وإدارة جديدة دلوقتي، الناس القديمة دي موجودة بصفتها إيه؟ 

في ناس هاتقولي طب ما اللي مزعلينك "معظمهم" مشيوا، هارد أقولهم دول مشيوا معززين مكرمين، مش منقولين ع الأقسام والمحاكم.

ضرب الأطفال جريمة تعذيب، العنف النفسي ضد الأطفال برضه جريمة. جرايم التعذيب لا تسقط بالتقادم، يعني ممكن أنا دلوقتي أحاسب واحد على جريمة تعذيب من 100 سنة.

في ناس شايفة ان محاكمة المدرسين دول مش منطقي، يمكن عندهم حق، في مدرسين كتير في أماكن كتير كانت بتعمل كده، والممارسات دي وقفت بس بسبب السوشيال ميديا والتليفزيون لما الناس اتكلمت كتير، رغم إن في أهالي شايفة ان ضرب عيالها ده حاجة "عادي"..!

بعد 22 سنة من خروجي من المستنقع ده، أنا دكتورة جامعية بيجيلي لسة كوابيس عن امتحان الدراسات، وجرس الفصل، ومدرسة الانجليزي. بيجيلي نوبات عياط شديدة كل مافتكر منظر ضرب حصل قدامي وأنا طفلة. بيجيلي دايما فلاش باك لما اضرب 4* 7 تاني.

مين مسئول عن الماضي الأسود ده؟

الاجابة ببساطة هي المؤسسة المتمثلة في المدرسة: إدارة ومجلس وكنيسة مشرفة.

 الكنيسة الكاثوليكية اعتذرت عن جرايم عملوها من عقود وقرون. الدول اللي بتعمل جرايم حرب وتمارس احتلال بيجبروها انها تعتذر أو على الأقل تعترف قدام الناس انها غلطت، وطبعا رؤساء الدول دي بيكونوا اتغيروا.

فأنا بأوجه سؤال في الفضاء، في الولا حاجة، باقول، مين مسئول يطهر المدرسة دي من ماضيها الأسود؟

حاضرك مابيمسحش ماضيك، ولا إيه؟ خصوصا لو الماضي ده فيه جرايم يعاقب عليها القانون، وماضي أثر في ألوف من الأطفال الغلبانة.

وإن كان في ناس مسامحة، فأنا مش باسامح، لأن مش بإيدي أسامح جرايم اتعملت في حق أطفال بالكوم وفي حق مجتمع بالكامل.

تفوقي أنا مسئولة عنه، ماحدش يعايرني إن المدرسة اتسببت فيه، أما التروما بتاعتي فانتوا مسئولين عنها.

وعلى رأيكم: السيئة تعم والحسنة تخص.

Monday, July 1, 2024

هل تسمح الكنيسة القبطية في أبو ظبي للأنبا موسى الأسود بالدخول؟

"لا يمكن إلا أن تأتي العثرات، ولكن ويل للذي تأتي بواسطته! خير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر، من أن يعثر أحد هؤلاء الصغار ... وإن أخطأ إليك أخوك فوبخه" (لوقا 17)



الحقيقة ماتخيلتش اني هاكتب التدوينة دي في يوم من الأيام. أولاً، طاقة مهدرة لما الواحد يتكلم في سوء الاداريات في المؤسسة القبطية. ثانيا، أنا اصلا مش عايشة في أبو ظبي! لكن أحيانا في مشاكل الواحد مايقدرش مايشتبكش معاها، خصوصا لو انت جزء من المشكلة، وانت في مكان تاني من الكوكب. 

 ملخص المشكلة هو إن في صديقة من أصل اريتري نقلت أبو ظبي وهي كانت بتحضر معايا الكنيسة القبطية في انجلترا، ولما هي نقلت هناك حبت تحضر برضه الكنيسة القبطية. أنا اتواصلت مع أحد الكهنة من شهور وهو ادى رقمها للكنيسة الاريترية عشان تروح هناك مش القبطية. 

يوم الأحد 30 يونيو صديقتي بعتتلي انها اتمنعت من الدخول على باب الكنيسة وقالولها الكنيسة دي للمصريين بس، روحي شوفي الكنيسة بتاعتك. صديقتي استائت جدا، بس أنا اكتر! ومش حابة اتكلم عن المستوى الاجتماعي/المهني بتاعها لأن ده مش مفروض يكون جزء من النقاش!

قمت بعتت لاتنين من الكهنة، وفي واحد منهم ادى رقمي لشخص كبير سنا وبيعتبروه مسئول الأمور الادارية في الكنيسة، واتصل بيا بالتليفون لمدة نص ساعة.

ملخص المواضيع اللي باحاول فعلا ألاقي فيها اجابة مريحة، ان انت مش مرحب بيك هناك لو انت مش من الجالية القبطية. اتقاللي كلام كتير متضارب. في قسيس رد عليا كتابة على الواتساب وقاللي ما ملخصه إن "كل الجنسيات التانية ممنوعة وده التصريح اللي مع الكنيسة، حتى العاملات ممنوع"... واحنا عارفين كويس (وأي حد بيروح الكنايس هناك في الخليج) ان العاملات مش ممنوعين من الدخول. 

طيب ايه كمان اتقال؟ 


أي شخص غريب جاي لواحده الكنيسة ممنوع من الدخول. ليه؟

- مش هايفهم عربي فييجي عندنا ليه.

- لو دخل ممكن يسرق أو يطلب شغل لأنه الجنسية بتاعته 90% منها عاملات منزل.

- لو دخل عشان يحضر قداس بالانجليزي القسيس لازم يسأله فين شهادة المعمودية بتاعته لأن القداس للأقباط الأرثوذكس فقط.

- الكنيسة معهاش تصريح تستضيف أي جنسية لأنه التصريح للأقباط بس.

- الجنسيات غير الأقباط ممنوع.

- الكنيسة مش للزيارة ولا للسياحة.

- مفيش مكان لحد من بره، القاعة بتساع عدد معين بس.

- أنا لازم امنعه افرض هو مش مسيحي يعملي مشكلة؟ افرض انه ارهابي؟

- احنا من حقنا نوقفه نمنعه ع الباب، وهو لو عايز حد من المسئولين هو اللي يطلب، مش احنا اللي نطلع له.

- هو جاي عندنا ليه أصلا؟ ما يروح كنيسته، لازم نعرف مش عايز يروح كنيسته ليه.

- احنا بندي كنيسة للجاليات الارثوذكسية يصلوا فيها، يروح يصلي معاهم هناك.

- احنا بنعمل قداسات بالانجليزي للناس اللي متجوزة أجانب (طب يعني في جنسيات تانية بتدخل أهو، طب ندخل ازاي) - بس لازم الشخص يثبت مسيحيته!

في آخر الحوار مع الشخص الاداري، وبعد قيل وقال كتير مني ومنه وأنا رديت على كل الحجج اللي هو قالها، هو قاللي ان صديقتي ممكن تروح الكنيسة بتنسيق معاه (قاللي جزمتها فوق راسي، شكرا يا سيدي الفاضل)، بس الأول لازم تنسق معاه وهو يدخلها بس برضه لازم تثبت مسيحيتها! ولازم تقعد مع القسيس الأول، ولازم يعرفوا هي ليه مش عايزة تروح الكنيسة الاريترية! يعني موضوع المنع ده طلع حسب "المزاج" وحسب انت تعرف مين يوصلك بمين جوا الكنيسة.


وهنا ممكن نسأل شوية أسئلة مشروعة:

- لو الاجبار جاي من الدولة، ليه الكنايس المجاورة ليك (وأنا اديت للشخص اللي كلمني مثال على كنيسة خمسينية) بتسمح للجميع بالدخول بدون قيود؟ ولما انت نفسك بتعرف تسمح لجنسيات تانية تدخل تصلي القداس الانجليزي، يعني الاجبار مش من الدولة، صح؟ طب والكنايس القبطية في الامارات التانية بيدخلوا الناس عادي ولا أبو ظبي بس؟ ولو الاجبار مش من الدولة بس منك، انت مش شايف نفسك عنصري وبتقول كلام مش حقيقي؟

- ناس كتير من اللي بيحضروا في الخليج بيقولولي الجاليات الافريقية بتحضر عادي. الرد انهم بيحضروا كعاملات مش كأفراد مستقلين. يعني هل الكلام اللي اتقاللي ده حقيقي؟ الكلام ده جالي من مسئولين الكنيسة، ومن قسوس، يعني المفروض ده الرد الرسمي للكنيسة. فهل الممارسة تجب القواعد ولا القواعد تجب الممارسة؟

- ازاي دولة فيها جنسيات كتير زي الإمارات تعمل قانون أو قاعدة لدور العبادة مبني على التفرقة العنصرية؟ مش منطقي ان الدولة تقول للكنيسة الجالية المصرية فقط هي اللي من حقها تستخدم المبنى ده، لأن ده بيخلي الدولة تحت طائلة القانون الدولي اللي بيمنع التفرقة بناء على اللون والجنس الخ. اذا انت مباشرة "بتتبلى" على الدولة اللي "مضايفاك" وبتعاملك كويس ومدياك أرض وكنيسة الخ، ايه مصلحتك في ده؟ وليه مش شايف ان الدولة ممكن تزعل من كلامك ده عليهم؟ وإيه السبب الحقيقي لقفلك الكنيسة على جاليتك اللي انت مش بتجاهر بيه واخترت تجيب اللوم على الدولة؟

- فين الخط الفاصل بين حماية نفسك كمؤسسة دينية في بلد انت مهاجر فيها، وبين ممارستك لتعاليم المحبة والأخوة؟ الحقيقة اننا بنختار نريح دماغنا ومانواجهش المشاكل، بنختار المنع قصاد الحوار والترحيب بالغريب. يعني هي الكنايس في مصر مش بتواجه نفس المشاكل؟ عمر ما حد قال لحد وريني شهادة معموديتك قبل ما أدخلك أناولك؟ ما طول عمرنا بنروح كنايس في كل مكان في العالم ماسمعناش قسيس بيقول لحد انت متعمد فين!

- هل من حق الشخص يختار هو يحضر في انهي كنيسة وبأنهي لغة؟ أيوة. خصوصا لأن التوازن في جاليات معينة مش موجود، يعني جالية مافهاش أطفال مثلا (لأن أيوة معظمهم عاملات سايبين أطفالهم في بلدهم) فمفيش مدارس أحد.

- هل أنا من حقي أنشر الكلام ده على الملأ؟ تماما وضروري كمان. احنا ازاي وصلنا للمرحلة دي وإن العنصرية يعتبرها الأجيال الكبيرة دي نوع من أنواع النظام؟ ده احنا كده بنمارس عبودية رسمية مش حتى عبودية حديثة!

- أنا ككنيسة مثلت ايه في العالم لو دي القواعد اللي ماشيين عليها؟ أنا مؤسسة منغلقة على ذاتي باخدم اللي شبهي وأمشي تحت الحيط. أنا كنيسة بتخدم ال 99 خروف، والخروف الباقي ده يتصرف، أنا ماليش دعوة بيه.

- هل لو الأنبا موسى الأسود حاول يدخل كنيسة أبو ظبي النهاردة هايدخلوه؟ أكيد لا، ياريت يجيب شهادة معمودية الأول. أو ممكن يجيب واسطة؟



في حاجة أخيرة عايزة اشرحها وهو معيار قانوني بيحددوا بيه العنصرية في المواقف المختلفة. المعيار هو: لو انت شلت الشخص اللي حصلت معاه المشكلة وحطيت شخص تاني مختلف، هل هاتحصل معاه نفس المشكلة؟ 

كل سنة وانتم طيبين بمناسبة عيد الأنبا موسى الأسود. ربنا يزيدكم من ازدواجية المعايير كمان وكمان.


Sunday, October 1, 2023

Inside the church, everyone is looking at the crying child

 Inside the church, everyone is looking at the crying child.

While no one is looking at the overcrowded space, inadequate number of services, bad acoustics, unattractive voices or length of service.

Everyone is looking at the mother..
No one is looking at themselves..


Photo: Birmingham Coptic Orthodox church 1 October 2023.

Context:
https://www.evronia.com/2023/04/blog-post.html 


For more on Birmingham Coptic Church blog posts, please visit this link.

Tuesday, May 16, 2023

Emilia

The joy that emerged from an unexpected space
Filling the world with blossoming love and grace

May your days be as shiny as the summer sun
As light as an autumn breeze, full of winter fun

As bright as spring, with flowers standing tall
Like you, growing up to be the most genuine of all


--

written 12.3.2023
first published 16.5.2023

Monday, April 24, 2023

غرف الأطفال الزجاجية بالكنائس، وما عليها!ـ

"من أفواه الأطفال والرضع أسست حمدا بسبب أضدادك، لتسكيت عدو ومنتقم" - مزمور 8: 2


الكراي رووم، أو غرفة البكاء، هكذا يسمونها..


لم أجد ما "لها"، فقط ما "عليها"، فأنا أكرهها منذ أن كنت طفلة لم تجلس بهذه الغرف قط، لكن كنت أراها في العديد من الكنائس وأضحك أنا وأسرتي على هذه الفكرة التي تحقر من الأطفال.

أنشأت كنيستي في الاسكندرية في الصغر قداسا للأطفال، كنت أحضره ولكن لم أُمنع قط من خدمات الـ"كبار"، حتى صرت كبيرة وتم منعي وأنا كبيرة خارج مصر!

source: https://shorturl.at/gioJY


 تتعرض الأسر في العديد من الكنائس المسيحية لهذا العزل الذي يطالب الأسر (يأمرهم فقط في حالة الكنائس المصرية)، والأمهات بالأخص، أن يجلسوا في حجرات "المنفى" الزجاجية:

"Dear all

For parents who have children under the age of 3 (or older,) who won't be able to tolerate long church services over the coming 3 days, the Church is kindly asking you to be seated in the glass room on the top floor in the Cathedral. An usher will be standing by the elevator with a fob so parents with push chairs and heavy bags can use the elevator to go to the top floor. 

The screen and mic in the glass room are working perfectly so parents can still follow all church services."

_________

تحديث بتاريخ فبراير 2024 لشرح الأحداث التي تلت هذه الرسالة. في عيد القيامة عام 2023، كانت هناك تعليمات في القداس معطاه من أحد الكهنة بكنيسة برمنجهام التابعة لايبارشية وسط انجلترا، لمنع دخول السيدات ذوي الأطفال الصغار الكنيسة وخروجهم فور وصولهم للجلوس في ال"كراي روم". لقد تحديت من أرادوا اخراجي من الكنيسة في ذلك اليوم وطلبت "حد كبير" أتكلم معاه، فخرج الكاهن لنشتبك بالصوت العالي خارج الكنيسة وقال لي "يعني أنا أعمل لكم ايه". 

دخل بعدها الكاهن لصحن الكنيسة ووقف على المنجلية وأمسك بالميكروفون وأشار لبعض السيدات اللواتي كان معهن أطفال بالخروج ليتساوى الجميع في "الطرد". ثم بعد قليل، صعد للغرفة الزجاجية واعتذر لي على انفراد اعتذرا غير مقبولا من طرفي لأنني وصية على طفل أهم مني ومنه أمام الله، ولم يقل هذا الكاهن أو يسمح لأي من السيدات والأطفال بالدخول مرة ثانية لقداس العيد في الكنيسة، فهو لم يتراجع عن قراره. 

أضفت هذه التفاصيل لأن هذا الكاهن حتى يومنا هذا وبعد الكثير من المشاكل مع الأطفال والأمهات، مازال يتحدى وجود الأطفال بالكنيسة ويقوم بعمل وقفات صامتة لثوان في صلاة القداس حال سماعه صوت أي طفل. نجلس في الكنيسة كأننا في امتحان، فهو شخص لا يحب السيدات والأطفال بشكل واضح. ينظر شزرا وينتهر كأول رد فعل حتى وهو يقدم التناول، ثم يذهب لالتقاط الصور مع أطفال مدارس الأحد ليبرز عن نفسه صورة محب الأطفال. وأنا كرد مني على هذه المعاملة المستمرة، وكرد على سؤاله "وأنا أعمل لكم ايه"، كتبت له وعنه ولكل كارهي النساء والأطفال هذا المقال.
_________

 أكتب هنا أموراً خاصة بالمكان الذي تم طردي منه، لا أريد مناقشة تفاصيل أحداثه، لكن أريد مناقشة ما ورائه، وكيف يتم الاستفاده من هذا الموقف في صالح الأسر في شتى الكنائس.

بما أن الكنيسة أرسلت رسالة تطلب من جميع الأمهات ذوي الأطفال عدم التواجد في صحن الكنيسة الرئيسي والخروج للمدرج، فقام العديد من القائمين على الخدمة بالصياح في السيدات يوم قداس عيد القيامة لتخرج سيدات معهن أطفال رضع للمدرج غصبا وفور وصولهن للكنيسة حتى بدون أن يفتح الطفل فمه.

أناقش الموضوع من عدة نواحي، أملاً في وجود حل لائق، لأن وجود الغرف العازلة يتسبب في اشكاليات عدة. يمكنكم دائما تطبيق هذه الأفكار على الكنيسة الخاصة بكم حسب الدولة ووضع "الغرفة" تلك...

1- الجانب القانوني: في قانون المساواة رقم 2010 للمملكة المتحدة، يمنع التمييز ضد الأشخاص بسبب سنهم، أي أن ليس من حق المؤسسات العامة (كالطائرات، المولات، الخ) منع تواجد الأطفال في الأماكن العامة إلا في حالة تقديم خدمات (كالخدمات الكحولية) التي تتطلب منع تواجد الأطفال لحماية الطفل نفسه.
ابحث في قوانين دولة كنيستك عن القوانين التي تحمي الطفل وتواجده، وقوانين التمييز. 


2- الجانب الاجتماعي واللياقة: يبدو أن أمر الكنيسة بعدم تواجد الأطفال في صحن الكنيسة أعطى اشارة غير رسمية للشعب بممارسة السلطة على بعضهم البعض، ففي قداس الأحد التالي لعيد القيامة قام أحد الحاضرين بالقداس بطرد أحد الأباء وابنته ذات العام الواحد، والذين لم يمض على تواجدهم بالمدينة أكثر من بضعة أسابيع، وانتهار العديد من الأطفال الحاضرين وكانوا يجلسون في أواخر الصفوف. كذلك يقوم العديد من الشمامسة بممارسة تلك السلطة بالنظر والفعل لانتهار أي أم يبكي رضيعها للحظات لكي يخرجوا خارجا.

هذا إلي جانب أن الحجرة التي يتطلب من الأمهات الجلوس فيها هي حجرة غير مجهزة بكراسي، سماعات أو شاشات تعمل (بعكس الكلام الذي تم ارساله)، تهوية، سجاد، أو أي تجهيزات للأطفال. بل تحولت الحجرة إلي مكان يذهب إليه الأطفال الكبار للعب والجري بعيدا عن أهاليهم الجالسين بصحن الكنيسة، بالتالي فهو ليس مكان للصلاة لأي أم معها طفل رضيع أو أسرة تريد متابعة الصلاة. يجب أن نفرق تماما بين الأماكن المخصصة للصلاة، والحجرات التي يذهب إليها الأطفال الكبار للعب مثل "الحوش". فما ذنب أم معها طفل رضيع أن تخرج إلي هذا المكان جبرا ومنعها من الصلاة؟ هل هي معاقبة الأمهات والعائلات؟ ليس هكذا تتعامل باقي الكنائس "الأجنبية" مع الأطفال، بل يرحبون جدا بتواجد الأطفال وبجريهم، لعبهم وحتى أصواتهم، ويطلبون من المتضررين من ذلك الذهاب لتلك الحجرة! 
أن تتواجد الأسرة بحجرة ما أو خارج الكنيسة ليراعوا ظروف طفلهم هو أمر يجب أن يخضع لكل أسرة وتقديرها، وليس بالاجبار. أن تكون الحجرة موجودة لمساندة العائلات هذا حل، لكن لا يجب أن يصبح الحل سلاحا ضد الأسر وتواجدها في الكنيسة. الكنيسة الكاثوليكية تم انتقادها مرارا وتكرارا بسبب هذا الغرف لمجرد انها "اختيارية"، فما بالك بالاجبار؟
ثم دعني أسألك عزيزي، من يتحدث بالكنيسة ويتسبب بالضوضاء؟ أليس هم الكبار أيضا؟ الشمامسة في جميع المناسبات دائمي الكلام، والسيدات، والشباب، اذا الأطفال ليسوا هم من يضرونك.


3- الجانب الخاص بالصحة والسلامة العامة: المصعد الخاص بالمدرج حاليا (في المكان الذي أتحدث عنه) يخل تشغيله بالمعايير العامة للأمن والسلامة وذلك بناء على كلام القائمين على "خروج الأطفال والسيدات" يوم عيد القيامة، مما يجعله غير آمنا لاستخدامه للأطفال والرضع بالأخص! التهوية السيئة تجعل المكان لا يطاق، وقد يتسبب في سخونة شديدة تضر الأطفال خاصة وقت الزحام. انها حجرة "صوبة زجاجية" كما نعلمها!
اسأل القائمين على كنيستك: هل تلتزم الكنيسة، في المكان الخاص بك، بمعايير الأمن والسلامة لحماية الأطفال؟
 

4- الجانب الديني: وهو الأهم، والأشمل، أين المحبة واللياقة في التعامل مع الأمور؟ إلي من ندع الأولاد "يأتون .. ولا تمنعوهم"؟ وصية المسيح واضحة، بدون استثناءات، بدون ظروف، ولا تحفظات. ماذا تعكس تصرفات مثل تلك عنا كشعب كنسي مسيحي؟ أننا مع التمييز ضد النساء والأطفال؟ أننا لا نريد الأطفال؟ أننا نكره أطفالنا؟ أننا نكره الأسر التي تتحمل أعباء كبيرة لمجرد القدوم للكنيسة من مسافات بعيدة، حتى وبمجرد وصولهم نطلب منهم التواجد في مكان معين دون الآخر لكي يصلي "الآخرون" بسلام؟ وماذا يقولون وهم يصلون، أنهم مثل المرائين والفريسيين الذين يحبون العبادة المظهرية ويحملون الناس أحمالا عسرة؟ 
ما هي الرسالة المسيحية التي نوجهها ككنيسة للعائلات باقتصار التواجد في صحن الكنيسة للرجال والسيدات دون الأطفال؟ ثم متى يتعلم الطفل الصلاة والتسبيح إذا كان مطرودا دائما مع أهله خارج صحن الكنيسة في مكان غير آدمي؟ هل جربنا أن نجعل القداسات والتسابيح مناسبة للأطفال الكبار مع توفير كتب ووسائل ايضاح  يحبونها فيمتنعون عن الضوضاء التي يشتكي منها الأقلية، كأنهم لم يكونوا هم نفسهم أطفالا يوما ما؟ هل وفرنا جو محب وميسر لأسرة جديدة معها رضيع لكي يحبون التواجد في الكنيسة لتكون بيتهم الثاني، بل والأول بالأحرى؟ هل جربنا أن نصلي معا بمحبة دون النظر وتوجيه الإدانة لآخرين لا نعلم معاناتهم ولا ظروفهم؟


نهايته: على المتضرر من وجود أطفال بصحن الكنيسة أن يخرج هو للجلوس في حجرة "المنفى" تلك، وفي حالة الحديث غير اللائق مع أي أم/أب/طفل، لا يوجد على الأسر حرج في اتخاذ إجراءات تستلزم وقف المعتدي عند حده في حدود القوانين الكنسية والمدنية المعطاة لنا. 
أن تتحدث عن اهمال الأمهات أو تطالب الأمهات بتسكيت أطفالها فأنت بهذا تترك كل المشاكل التي يتحدث عنها المقال لتتحول لشرطي يدين الأمهات بطريقة دنئية، وبطريقة "بص العصفورة" لدفن راسك في الرمال بعيدا عن مشاكل التمييز التي طالما تعرض لها الأطفال والنساء في الكنائس، ومشاكل التعليم والأصوات المنفرة وقلة الاهتمام التي تجعل الأطفال (الكبار وليسوا الرضع) يفقدون اهتمامهم بالكنيسة.
على كل حال، اذا تضايقت عزيزي من ضوضاء الأطفال، اذهب لغرفة الصوبة "للتأمل" بدلا من جعلها غرفة للأطفال. استخدموها إذا كغرفة للتركيز، الخلوة، أي شيء، إنما الأطفال مكانها الكنيسة فقط. 

من حق الأسر ذوي الأطفال التواجد كما يريدون في الوقت والمكان الذي يريدونه، هذا حق اجتماعي، قانوني ومسيحي، وليس من حقك طردهم أو تحديد تواجدهم في مكان دون آخر.

أن نشترك مع الله في عمل الخلقة هو أمر مقدس للأسر المسيحية لا يستوجب العقاب بهذه الطريقة. كلنا كنا أطفالاً يوما ما، لم نولد كبارا، ولم نُعطى سلطة إلا من الله، فلا يجب أن نمارسها لقمع بعضنا البعض.

المستقبل للأطفال، وليس للسلطة على الأطفال. 

دمتم في محبة الله التي تعطي بسخاء ولا تعير.

ولا عزاء لكارهي حرية التعبير عن الرأي.

--
ملحوظة: شكر وعرفان للعديد من الأمهات اللواتي قمن بإثراء الموضوع بتعليقاتهن التي دمجتها في المقال.
--

للمزيد من الكتابات عن كنيسة برمنجهام، انظر هذا الرابط.