Monday, July 1, 2024

هل تسمح الكنيسة القبطية في أبو ظبي للأنبا موسى الأسود بالدخول؟

"لا يمكن إلا أن تأتي العثرات، ولكن ويل للذي تأتي بواسطته! خير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر، من أن يعثر أحد هؤلاء الصغار ... وإن أخطأ إليك أخوك فوبخه" (لوقا 17)



الحقيقة ماتخيلتش اني هاكتب التدوينة دي في يوم من الأيام. أولاً، طاقة مهدرة لما الواحد يتكلم في سوء الاداريات في المؤسسة القبطية. ثانيا، أنا اصلا مش عايشة في أبو ظبي! لكن أحيانا في مشاكل الواحد مايقدرش مايشتبكش معاها، خصوصا لو انت جزء من المشكلة، وانت في مكان تاني من الكوكب. 

 ملخص المشكلة هو إن في صديقة من أصل اريتري نقلت أبو ظبي وهي كانت بتحضر معايا الكنيسة القبطية في انجلترا، ولما هي نقلت هناك حبت تحضر برضه الكنيسة القبطية. أنا اتواصلت مع أحد الكهنة من شهور وهو ادى رقمها للكنيسة الاريترية عشان تروح هناك مش القبطية. 

يوم الأحد 30 يونيو صديقتي بعتتلي انها اتمنعت من الدخول على باب الكنيسة وقالولها الكنيسة دي للمصريين بس، روحي شوفي الكنيسة بتاعتك. صديقتي استائت جدا، بس أنا اكتر! ومش حابة اتكلم عن المستوى الاجتماعي/المهني بتاعها لأن ده مش مفروض يكون جزء من النقاش!

قمت بعتت لاتنين من الكهنة، وفي واحد منهم ادى رقمي لشخص كبير سنا وبيعتبروه مسئول الأمور الادارية في الكنيسة، واتصل بيا بالتليفون لمدة نص ساعة.

ملخص المواضيع اللي باحاول فعلا ألاقي فيها اجابة مريحة، ان انت مش مرحب بيك هناك لو انت مش من الجالية القبطية. اتقاللي كلام كتير متضارب. في قسيس رد عليا كتابة على الواتساب وقاللي ما ملخصه إن "كل الجنسيات التانية ممنوعة وده التصريح اللي مع الكنيسة، حتى العاملات ممنوع"... واحنا عارفين كويس (وأي حد بيروح الكنايس هناك في الخليج) ان العاملات مش ممنوعين من الدخول. 

طيب ايه كمان اتقال؟ 


أي شخص غريب جاي لواحده الكنيسة ممنوع من الدخول. ليه؟

- مش هايفهم عربي فييجي عندنا ليه.

- لو دخل ممكن يسرق أو يطلب شغل لأنه الجنسية بتاعته 90% منها عاملات منزل.

- لو دخل عشان يحضر قداس بالانجليزي القسيس لازم يسأله فين شهادة المعمودية بتاعته لأن القداس للأقباط الأرثوذكس فقط.

- الكنيسة معهاش تصريح تستضيف أي جنسية لأنه التصريح للأقباط بس.

- الجنسيات غير الأقباط ممنوع.

- الكنيسة مش للزيارة ولا للسياحة.

- مفيش مكان لحد من بره، القاعة بتساع عدد معين بس.

- أنا لازم امنعه افرض هو مش مسيحي يعملي مشكلة؟ افرض انه ارهابي؟

- احنا من حقنا نوقفه نمنعه ع الباب، وهو لو عايز حد من المسئولين هو اللي يطلب، مش احنا اللي نطلع له.

- هو جاي عندنا ليه أصلا؟ ما يروح كنيسته، لازم نعرف مش عايز يروح كنيسته ليه.

- احنا بندي كنيسة للجاليات الارثوذكسية يصلوا فيها، يروح يصلي معاهم هناك.

- احنا بنعمل قداسات بالانجليزي للناس اللي متجوزة أجانب (طب يعني في جنسيات تانية بتدخل أهو، طب ندخل ازاي) - بس لازم الشخص يثبت مسيحيته!

في آخر الحوار مع الشخص الاداري، وبعد قيل وقال كتير مني ومنه وأنا رديت على كل الحجج اللي هو قالها، هو قاللي ان صديقتي ممكن تروح الكنيسة بتنسيق معاه (قاللي جزمتها فوق راسي، شكرا يا سيدي الفاضل)، بس الأول لازم تنسق معاه وهو يدخلها بس برضه لازم تثبت مسيحيتها! ولازم تقعد مع القسيس الأول، ولازم يعرفوا هي ليه مش عايزة تروح الكنيسة الاريترية! يعني موضوع المنع ده طلع حسب "المزاج" وحسب انت تعرف مين يوصلك بمين جوا الكنيسة.


وهنا ممكن نسأل شوية أسئلة مشروعة:

- لو الاجبار جاي من الدولة، ليه الكنايس المجاورة ليك (وأنا اديت للشخص اللي كلمني مثال على كنيسة خمسينية) بتسمح للجميع بالدخول بدون قيود؟ ولما انت نفسك بتعرف تسمح لجنسيات تانية تدخل تصلي القداس الانجليزي، يعني الاجبار مش من الدولة، صح؟ طب والكنايس القبطية في الامارات التانية بيدخلوا الناس عادي ولا أبو ظبي بس؟ ولو الاجبار مش من الدولة بس منك، انت مش شايف نفسك عنصري وبتقول كلام مش حقيقي؟

- ناس كتير من اللي بيحضروا في الخليج بيقولولي الجاليات الافريقية بتحضر عادي. الرد انهم بيحضروا كعاملات مش كأفراد مستقلين. يعني هل الكلام اللي اتقاللي ده حقيقي؟ الكلام ده جالي من مسئولين الكنيسة، ومن قسوس، يعني المفروض ده الرد الرسمي للكنيسة. فهل الممارسة تجب القواعد ولا القواعد تجب الممارسة؟

- ازاي دولة فيها جنسيات كتير زي الإمارات تعمل قانون أو قاعدة لدور العبادة مبني على التفرقة العنصرية؟ مش منطقي ان الدولة تقول للكنيسة الجالية المصرية فقط هي اللي من حقها تستخدم المبنى ده، لأن ده بيخلي الدولة تحت طائلة القانون الدولي اللي بيمنع التفرقة بناء على اللون والجنس الخ. اذا انت مباشرة "بتتبلى" على الدولة اللي "مضايفاك" وبتعاملك كويس ومدياك أرض وكنيسة الخ، ايه مصلحتك في ده؟ وليه مش شايف ان الدولة ممكن تزعل من كلامك ده عليهم؟ وإيه السبب الحقيقي لقفلك الكنيسة على جاليتك اللي انت مش بتجاهر بيه واخترت تجيب اللوم على الدولة؟

- فين الخط الفاصل بين حماية نفسك كمؤسسة دينية في بلد انت مهاجر فيها، وبين ممارستك لتعاليم المحبة والأخوة؟ الحقيقة اننا بنختار نريح دماغنا ومانواجهش المشاكل، بنختار المنع قصاد الحوار والترحيب بالغريب. يعني هي الكنايس في مصر مش بتواجه نفس المشاكل؟ عمر ما حد قال لحد وريني شهادة معموديتك قبل ما أدخلك أناولك؟ ما طول عمرنا بنروح كنايس في كل مكان في العالم ماسمعناش قسيس بيقول لحد انت متعمد فين!

- هل من حق الشخص يختار هو يحضر في انهي كنيسة وبأنهي لغة؟ أيوة. خصوصا لأن التوازن في جاليات معينة مش موجود، يعني جالية مافهاش أطفال مثلا (لأن أيوة معظمهم عاملات سايبين أطفالهم في بلدهم) فمفيش مدارس أحد.

- هل أنا من حقي أنشر الكلام ده على الملأ؟ تماما وضروري كمان. احنا ازاي وصلنا للمرحلة دي وإن العنصرية يعتبرها الأجيال الكبيرة دي نوع من أنواع النظام؟ ده احنا كده بنمارس عبودية رسمية مش حتى عبودية حديثة!

- أنا ككنيسة مثلت ايه في العالم لو دي القواعد اللي ماشيين عليها؟ أنا مؤسسة منغلقة على ذاتي باخدم اللي شبهي وأمشي تحت الحيط. أنا كنيسة بتخدم ال 99 خروف، والخروف الباقي ده يتصرف، أنا ماليش دعوة بيه.

- هل لو الأنبا موسى الأسود حاول يدخل كنيسة أبو ظبي النهاردة هايدخلوه؟ أكيد لا، ياريت يجيب شهادة معمودية الأول. أو ممكن يجيب واسطة؟



في حاجة أخيرة عايزة اشرحها وهو معيار قانوني بيحددوا بيه العنصرية في المواقف المختلفة. المعيار هو: لو انت شلت الشخص اللي حصلت معاه المشكلة وحطيت شخص تاني مختلف، هل هاتحصل معاه نفس المشكلة؟ 

كل سنة وانتم طيبين بمناسبة عيد الأنبا موسى الأسود. ربنا يزيدكم من ازدواجية المعايير كمان وكمان.


No comments: