Tuesday, January 1, 2013

David - داود

من سعادتي إن أول تدوينة ليا في 2013 تكون عن داود النبي والمرتل والشاعر والعازف، بمناسبة إن عيد نياحته النهاردة 23 كيهك 1729 – 1 يناير 2013...


داود في نظري من أعظم الشخصيات اللي ممكن تعدي على تاريخ البشرية، وده لأكتر من سبب، معظمها حاجات بديهية: زي انه كان نبي عظيم وربنا كان بيحبه وحفظ وعوده ليه وجه من نسله، وكمان كان عظيم في توبته لما أخطأ،..الخ.

بس الأحلى والأهم من ده بالنسبة لي إن داود بيمثل لي الشخص المتعدد المواهب وفي نفس الوقت الرقيق الجميل الجوهر والمظهر، وفي نفس الوقت عظيم في انجازاته ومحبته من صغره، ومشاعره المرهفة (زي مثلا علاقته بيوناثان)، وده ظاهر جدا في شعره (النص الأصلي للمزامير العبري عبارة عن أشعار) وموسيقاه اللي للأسف ماوصلتش لنا..

تظل المزامير جوهر صلواتنا اليومية لتعبيراتها البالغة، داود ماكتبش كل المزامير، بس هو ملهمها و التسبيح مدرسته.. داود في مزاميره وكلامه في العهد القديم بيعبر عن نفس التفكير البشري بتاعنا في عتاب ومصالحة الله لنا، رغم ان ربنا مش بينسى وداود عارف بس قالله "إلي متى يا رب تنساني". رجاؤه كان واضح جدا في آخر نفس المزمور لما قال "يبتهج قلبي بخلاصك"، وعبر عن ده في معظم مزاميره زي "الرب عزي وترسي، عليه اتكل قلبي، فانتصرت ويبتهج قلبي وباغنيتي احمده"، الأهم من ده قوته اللي بيستمدها من علاقته بربنا وكانت بتظهر رغم ضعفه وصغر سنه وتواضعه، مثلا لما يقول  "ولكن انا سللت سيفه .. ونزعت العار عن بني اسرائيل"، وفي نفس الوقت قوته ماخلتهوش يحس بعظمة وكان يشبه نفسه بـ"كلب ميت".






أكيد ناس كتير عملت دراسات عميقة في المزامير، لكن اللي يقراها كويس، يكتشف إن اللي يكتب الكلام الساحر ده أكيد واحد بيحب ربنا بطريقة خاصة ومختلفة، وربنا بيوريله نعمة تخليه عنده ثلاثي الفضائل العظيمة، الإيمان والرجاء والمحبة.   

مفيش تعزية ممكن تلاقيها أقوى من المزامير، صعب أحدد المزمور المفضل ليا، باحب داود وكل كتاباته وفنه الموجه لله، وشخصيته وأخطاؤه وقيامه وقوته...


أنصح بسماع مزامير داود الملحنة من فرقة دافيد، أكثر من عظيمة! م/جورج كيرلس له فضل كبير في دراسات الألحان والتسبحة والمزامير، وله كتابات ومحاضرات في ذلك.





بالمناسبة دي أحب أشارككم بحث كتبته في 2006 عن التسبيح وفيه فصل كامل عن داود. البحث ضمن الأبحاث الفائزة في مهرجان الشباب بالإسكندرية ومهرجان الكرازة. المرجع الرئيسي للبحث كتاب "ذبيحة التسبيح" لنيافة الأنبا رافائيل.  




" لتتشدد ولتتشجع قلوبكم، يا جميع المنتظرين الرب" (مز24:31)

No comments: